كلمات الله اليومية | "معرفة الله هي الطريق إلى اتّقاء الله والحيدان عن الشر" | اقتباس 1
ينبغي على كل واحد منكم أن يفحص من جديد حياة إيمانه بالله لترى ما إذا كنت في سعيك إلى الله تفهم الله حقًّا وتستوعبه وتعرفه أم لا، وإن كنت تعرف حقًا موقف الله من الفئات المتنوعة التي عليها البشر، وإن كنت تفهم حقًّا ما يعمله الله فيك وكيف يضع تعريفًا لكل تصرف تتصرفه. في المحصلة النهائية، ما هو القدر الذي تفهمه وما هو القدر الذي تعرفه حقًّا عن هذا الإله، الذي هو بجانبك، يرشد اتجاه تقدمك، ويحدّد مصيرك، ويسدّد احتياجاتك؟ هل تعرف ما يعمله فيك كل يوم؟ هل تعرف المبادئ والأهداف التي يؤسس عليها كل تصرف من تصرفاته؟ هل تعرف كيف يرشدك؟ هل تعرف الطرق التي يدعمك بها؟ هل تعرف الطرق التي يقودك بها؟ هل تعرف ما يرغب في الحصول عليه منك وما يتمنى أن يحققه فيك؟ هل تعرف موقفه من الطرق المتنوعة التي تسلك بها؟ هل تعرف إن كنت شخصًا يحبه أم لا؟ هل تعرف مصدر فرحه وغضبه وحزنه وبهجته والمعتقدات والأفكار وراءها وجوهره؟ هل تعرف في النهاية ما هو نوع الإله الذي تؤمن به؟ هل هذه الأسئلة وأسئلة أخرى هي نوع من الأسئلة التي لم تفكر فيها أو تفهمها قط؟ في السعي وراء إيمانك بالله، هل حددت سوء فهمك عنه، من خلال التقدير والخبرة الحقيقيين لكلامه؟ بعد أن نلت تأديب الله وتوبيخه، هل وصلت إلى خضوع واهتمام أصيلين؟ هل عرفت، في وسط توبيخ الله ودينونته، عصيان الإنسان وطبيعته الشيطانية، وحصلت على فهم يسير عن قداسة الله؟ هل بدأت، تحت إرشاد كلام الله واستنارته، في الحصول على نظرة جديدة إلى الحياة؟ هل شعرت، في وسط التجربة المُرسلَة من الله، بعدم تسامحه مع إساءات الإنسان، وأيضًا ما يطلبه منك وكيفية خلاصه لك؟ إن كنت لا تعرف معنى أن تسيء فهم الله، أو كيفية التخلص من سوء الفهم هذا، فيمكن القول بأنك لم تدخل قط في اتحاد حقيقي مع الله ولم تفهمه قط، أو على الأقل يمكن القول إنك لم ترغب في أن تفهمه قط. إن كنت لا تعرف ما هو تأديب الله وتوبيخه، فمن المؤكد أنك لا تعرف ما هو الخضوع والاهتمام، أو على الأقل لم تخضع لله أو تهتم به قط. لو لم تختبر توبيخ الله ودينونته قط، فمن المؤكد أنك لن تعرف ما هي قداسته، ولن تفهم معنى عصيان الإنسان فهمًا جيدًا. لو لم يكن لديك قط حقًّا منظور صحيح عن الحياة أو هدف صحيح في الحياة، لكنك لا تزال في حالة من الحيرة والتردد بشأن طريقك المستقبلي في الحياة حتى إلى درجة أنك متردد في المضي قدمًا، فمن المؤكد أنك لم تنل قط استنارة الله وإرشاده، ويمكن أن نقول إنك لم تنل عونًا أو امتلاءً من كلام الله قط حقًّا. لو لم تجتز إلى الآن في تجربة الله، فلا شك أنك لن تعرف بالتأكيد معنى عدم تسامح الله مع إساءات الإنسان، ولما فهمت في النهاية ما يطلبه الله منك، فضلاً عن عدم فهمك لعمل تدبيره وخلاصه للإنسان. لا يهم عدد السنوات التي كان يؤمن فيها الشخص بالله، فلو لم يختبر أو يفهم أبدًا أي شيء في كلام الله، فمن المؤكد أنه لا يسير في الطريق نحو الخلاص، ومن المؤكد أن إيمانه بالله بلا قناعة فعلية، وليس لديه أي معرفة بالله أيضًا، ولا شك في أنه ليس لديه أية فكرة على الإطلاق عن معنى اتقاء الله.
من "الكلمة يظهر في الجسد"