كلمات الله المتعلقة:
لماذا أقول إن مَن يعيشون في العالم الديني لا يؤمنون بالله وأشرار وهم من نوعية الشيطان نفسها؟ حين أقول عنهم أشرار؛ فهذا لأنهم لا يفهمون مشيئة الله ولا يرون حكمته. لا يكشف الله عن عمله لهم في أي وقت؛ فهم عميان لا يرون أعمال الله. إنهم منبوذون من الله ولا يتمتَّعون بعنايته وحمايته على الإطلاق، ناهيك عن عمل الروح القدس. أما أولئك الذين لا يوجد عمل الله فيهم، فهم أشرار وفي موقف مُعادٍ لله. والذين أقول عنهم إنهم يعارضون الله هم مَن لا يعرفونه، هُم أولئك الذين يعترفون بالله بكلماتٍ جوفاء لكنهم لا يعرفونه حقًّا، أولئك الذين يتبعون الله ولكنهم لا يطيعونه، وأولئك الذين يتمتَّعون بنعمة الله لكنهم لا يستطيعون أن يشهدوا له. بدون فهم غرض عمل الله عموماً وعمله في الإنسان خصوصاً، لا يمكن للإنسان أن يكون على وِفاق مع قلب الله أو أن يقف شاهدًا له. وينشأ السبب وراء معاداة الإنسان لله عن شخصية الإنسان الفاسدة، من ناحية، وعن الجهل بالله وانعدام الفهم لمبادئ عمله ومشيئته تجاه الإنسان، من ناحية أخرى. هذان الجانبان يندمجان في تاريخ مقاومة الإنسان لله. فالمبتدئون في الإيمان يقاومون الله؛ لأن تلك المقاومة تكمن في طبيعتهم، أما مقاومة أولئك الأشخاص الذين قضوا سنوات عديدة في الإيمان فهي ناتجة عن جهلهم بالله، بالإضافة إلى شخصيتهم الفاسدة.
من "جميع الناس الذين لا يعرفون الله هم مَن يعارضونه" في "الكلمة يظهر في الجسد"
في الزمن الذي لم يكن الله قد صار فيه جسدًا، كان مقياس مقاومة الإنسان لله مبنيًّا على ما إذا كان الإنسان يعبد الإله غير المنظور الذي في السماء ويوقّره. وتعريف "مقاومة الله" آنذاك لم يكن واقعيًّا للغاية؛ لأنه لم يكن بمقدور الإنسان وقتها أن يرى الله ولم يعرف صورته أو كيف كان يعمل أو يتحدَّث. لم يكن لدى الإنسان تصوُّرات عن الله وآمن بالله في غموضٍ؛ لأن الله لم يكن قد ظهر للإنسان. ولذلك، كيفما آمن الإنسان بالله في مخيلته، لم يدن الله الإنسان أو يطلب منه الكثير؛ لأنه لم يكن بمقدور الإنسان أن يرى الله مطلقًا. حين يصير الله جسدًا ويأتي للعمل بين البشر، يرى الجميع الله ويسمعون كلماته، ويرون أعمال الله في الجسد. آنذاك تتلاشى كافة تصوّرات الإنسان فلا تكون سوى فقاعات هواء! أمَّا بالنسبة إلى هؤلاء الذين يرون الإله يتجسد، فكل من لديهم طاعة في قلوبهم لن يُدانوا، بينما أولئك الذين يقفون ضدَّه عن عمد يُعتَبرون أعداءَ له. هؤلاء الناس هم خصوم المسيح، وهم أعداء يقفون عن قصد ضد الله. أمّا الذين لديهم تصوّرات عن الله، ولكنهم لا يزالون يطيعونه بفرحٍ فلن يُدانوا. الله يدين الإنسان بناءً على نواياه وأفعاله، وليس بحسب خواطره وأفكاره. فإن أُدين الإنسان على هذا الأساس، فلن يستطيع أحد أن يهرب من يدي الله الغاضبتين. أما أولئك الذين يقفون عمدًا ضد الإله المتجسِّد، فسينالون عقابًا على عصيانهم. وتنبع معارضتهم المتعمَّدة لله من تصوّراتهم عنه، مما يتنج عنه إرباكهم لعمل الله. أُناس مثل هؤلاء يعارضون عمل الله ويدمِّرونه عن قصدٍ؛ فهُم ليس لديهم مجرَّد تصورات عن الله فحسب، بل يفعلون ما يُربك عمله، ولهذا السبب بالذات يُدان مثل هذا السلوك من الناس. أمَّا أولئك الذين لا ينخرطون في الإرباك المُتعمَّد لعمل الله فلن يُدانوا كخطاةٍ؛ ذلك لأنَّهم قادرون على الطاعة عن طيب خاطر، وليسوا سببًا في التعطيل و الإرباك. هؤلاء الأشخاص لن يُدانوا.
من "جميع الناس الذين لا يعرفون الله هم مَن يعارضونه" في "الكلمة يظهر في الجسد"
يمضي عمل الله قُدُمًا، ومع أن الهدف من عمله لا يتغير، إلا أن الوسائل التي يعمل بها تتغير باستمرار، وكذلك من يتبعونه. كلما كثُر عمل الله، كلما عرف الإنسان الله بصورة أشمل، وكلما تغيرت شخصية الإنسان وفقًا لعمل الله. ولكن لأن عمل الله دائم التغير، فإن هؤلاء الذين لا يعرفون عمل الروح القدس والحمقى الذين لا يعرفون الحق يصيرون أعداءً لله. لم يتوافق قط عمل الله مع تصورات الإنسان، لأن عمله جديد دائمًا ولم يكن أبدًا قديمًا، ولا يكرِّر عملاً قديمًا بل يتقدم إلى الأمام بعمل لم يقم به من قبل أبدًا. حيث أن الله لا يكرر عمله، والإنسان بصورة ثابتة يحكم على عمل الله اليوم بناءً على عمله في الماضي، من الصعب جدًّا على الله أن ينفذِّ كل مرحلة من عمل العصر الجديد. يضع الإنسان عوائق عديدة! فكِر الإنسان قليل الذكاء! لا أحد يعرف عمل الله، ومع ذلك جميعهم يحدّون هذا العمل. بعيدًا عن الله يفقد الإنسان الحياة والحق وبركات الله، ومع ذلك لا يقبل الإنسان لا الحياة ولا الحق، وبالأقل البركات الأعظم التي ينعم الله بها على البشرية. كل البشر يبتغون الفوز بالله، وهم مع ذلك غير قادرين على التصالح مع أية تغيرات في عمل الله. مَن لا يقبلون عمل الله الجديد يؤمنون بأن عمل الله لا يتغير، وأن عمله يبقى ثابتًا للأبد. في اعتقادهم، كل ما يحتاجه الإنسان للحصول على الخلاص الأبدي من الله هو الحفاظ على الشريعة، وطالما أنهم يتوبون ويعترفون بخطاياهم، سيظلون يرضون مشيئة الله إلى الأبد. رأيهم أن الله يمكنه فقط أن يكون الإله الذي بحسب الناموس والله الذي سُمِّر على الصليب من أجل الإنسان؛ يرون أيضًا أن الله لا يجب عليه ولا يمكنه تجاوز الكتاب المقدس. هذه الآراء بالتحديد كبَّلتهم بناموس الماضي وقيَّدتهم بلوائح جامدة. والمزيد يؤمنون بأن أيًّا كان عمل الله الجديد، يجب أن يتأيد بالنبوات وأنه في كل مرحلة من العمل، كل الذين يتبعونه بقلب حقيقي يجب أيضًا أن تُظهَر لهم إعلانات، وإلا فإن أي عمل آخر لا يمكن أن يكون من الله. مهمة معرفة الإنسان لله مهمة ليست سهلة بالفعل، بالإضافة إلى قلب الإنسان الأحمق وطبيعته المتمردة المغرورة والمهتمة بالذات، ثم أنه من الأصعب بالنسبة للإنسان قبول عمل الله الجديد. الإنسان لا يدرس عمل الله الجديد بعناية ولا يقبله باتضاع؛ بل، يتبنى الإنسان موقف الازدراء وينتظر إعلانات الله وإرشاده. أليس هذا سلوك إنسان يعصى الله ويقاومه؟ كيف يمكن لبشر مثل هؤلاء أن يحصلوا على تأييد الله؟
من "كيف يمكن للإنسان الذي حصر الله في مفاهيمه أن ينال إعلانات الله؟" في "الكلمة يظهر في الجسد"
ونظرًا إلى أنه توجد تطورات جديدة دائمًا في عمل الله، فهناك عمل يغدو قديمًا ولاغيًا حينما يظهر العمل الجديد. وهذا النوعان من العمل، القديم والجديد، لا يتناقضان بل يتكاملان. فكل خطوة مكمِّلة للأخيرة. ونظرًا إلى أنه ثمة عمل جديد، لا شك في أنه ينبغي إزالة الأشياء القديمة. وعلى سبيل المثال، إن بعض ممارسات الإنسان القديمة العهد والأقوال المألوفة التي تترافق مع سنوات عديدة من الاختبارات والتعاليم قد شكّلت جميع أنواع المفاهيم في عقل الإنسان. ولكن ما ساهم بشكل أكبر في تشكيل هذه المفاهيم لدى الإنسان هو أن الله لم يكشف تمامًا للإنسان عن وجهه الحقيقي وشخصيته المتأصلة حتى الآن، بالإضافة إلى انتشار النظريات التقليدية على مر السنوات منذ العصور القديمة. إنه لمن المنصف القول إنه، في خلال مسيرة إيمان الإنسان بالله، أدّى تأثير المفاهيم المختلفة إلى التشكل والتطوّرٍ المستمرّين لجميع أنواع الفهوم التصورية لله لدى الناس، الأمر الذي جعل العديد من الأشخاص المتدينين الذين يخدمون الله يصبحون أعداءه. وهكذا، كلما كانت مفاهيم الناس الدينية أقوى، عارضوا الله أكثر وأصبحوا أعداء له أكثر. إن عمل الله دائمًا جديد وغير قديم أبدًا، ولا يشكّل أبدًا عقيدة، بل يتغير ويتجدد باستمرار بقدر أكبر أو أقل. وهذا العمل هو تعبير عن شخصية الله نفسه المتأصلة. كما أنه تعبير عن مبدأ متأصل في عمل الله وإحدى الوسائل التي يحقق الله من خلالها تدبيره. لو لم يعمل الله بهذه الطريقة، لما تغيّر الإنسان أو تمكّن من معرفة الله ولما كان الشيطان قد هُزم. ولذلك، تطرأ باستمرار تغييرات على عمله تبدو عشوائية، ولكنها في الواقع منتظمة. إلا أن الطريقة التي يؤمن بها الإنسان بالله مختلفة تمامًا. فالإنسان يتمسك بالعقائد والأنظمة القديمة والمألوفة. وبقدر ما تكون قديمة، بقدر ما يستسيغها. كيف يمكن لإنسان ذي عقلٍ جاهل ومتصلّب كالصخر أن يقبل هذا القدر الكبير من كلام الله وعمله الجديد الذي لا يمكن إدراكه؟ يمقت الإنسان الإله الذي يتجدد دائمًا ولا يصبح قديمًا أبدًا؛ ولا يحب سوى الإله القديم، الكبير السّنّ، والذي شابَ شعره وعَلِق في مكانه. وبالتالي، بما أن لكل من الله والإنسان ما يفضّله، أصبح الإنسان عدوًّ الله. ولا يزال كثير من هذه التناقضات موجوداً حتى اليوم، في وقت كان الله فيه يقوم بعمل جديد لما يقارب الستة آلاف سنة.
من "الذين يعرفون عمل الله اليوم هم الوحيدون الذين يمكن أن يخدموا الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"
ألا يعارض الكثير من الناس الله ويعطِّلون عمل الروح القدس لأنهم لا يعرفون العمل المختلف والمتنوع لله، وعلاوة على ذلك، لأنهم لا يملكون سوى القليل من المعرفة والعقيدة ويقيسون بهما عمل الروح القدس؟ على الرغم من أن خبرات هؤلاء الأشخاص سطحية، إلا أنهم متغطرسون ومنغمسون في ذواتهم، وينظرون إلى عمل الروح القدس بازدراء، ويتجاهلون تأديب الروح القدس، وعلاوة على ذلك، يطلقون حججهم القديمة التافهة لتأكيد عمل الروح القدس. كما أنهم يقدمون على العمل وهم مقتنعون تمامًا بتعلمهم ومعرفتهم وأنهم قادرون على السفر في أرجاء العالم. أليس هؤلاء الناس هم الذين ازدراهم الروح القدس ورفضهم، وألن يستبعدهم العصر الجديد؟ أليس الذين يأتون أمام الله ويعارضونه علنًا ويحاولون فقط إظهار براعتهم أشخاصًا صغارًا جهلاء قليلي المعرفة، يحاولون إظهار مدى ألمعيّتهم؟ إنهم يحاولون، بمعرفة هزيلة فقط بالكتاب المقدس، اعتلاء "الأوساط الأكاديمية" في العالم، وبعقيدة سطحية فقط تعليم الناس، ويحاولون معارضة عمل الروح القدس، ويحاولون جعله يتمحور حول فكرهم الخاص، وجعله محدود النظر مثلهم، ويحاولون إلقاء نظرة واحدة سريعة على 6000 عام من عمل الله. ليس لدى هؤلاء الناس أي منطق للحديث به. في الحقيقة، كلما زادت معرفة الناس بالله، تمهلوا في الحكم على عمله. علاوة على ذلك، إنهم يتحدثون فقط عن القليل من معرفتهم بعمل الله اليوم، لكنهم غير متسرعين في أحكامهم. كلما قلت معرفة الناس بالله، زاد جهلهم واعتزازهم بأنفسهم، وأعلنوا عن ماهية الله باستهتار أكبر– ومع ذلك فإنهم يتحدثون من منطلق نظري بحت، ولا يقدمون أي دليل ملموس. مثل هؤلاء الناس لا قيمة لهم على الإطلاق. إن أولئك الذين ينظرون إلى عمل الروح القدس باعتباره لعبة هم أناس تافهون! إن أولئك الذين لا يعبأون بمواجهة العمل الجديد للروح القدس، والذين يتسرَّعون في إصدار الأحكام، والذين يطلقون العنان لغريزتهم الطبيعية لإنكار صحة عمل الروح القدس ويحطون من شأنه ويجدِّفون عليه – ألا يجهل مثل هؤلاء الأشخاص عديمو الاحترام عمل الروح القدس؟ علاوة على ذلك، أليسوا أناسًا ذوي غطرسة بالغة وكِبرٍ متأصل ولا سبيل إلى ضبطهم؟ حتى إذا جاء اليوم الذي يقبل فيه هؤلاء العمل الجديد للروح القدس، فلن يسامحهم الله. إنهم لا ينظرون فقط إلى أولئك الذين يعملون من أجل الله نظرة دونية، وإنما أيضاً يجدِّفون على الله نفسه. لن يُغفر لهؤلاء المتعصبين، سواء في هذا العصر أو في العصر القادم وسيُطرحون في الجحيم إلى الأبد! هؤلاء الأشخاص عديمو الاحترام، الذين يطلقون العنان لأهوائهم، يتظاهرون بأنّهم يؤمنون بالله، وكلما أكثروا من فعلهم هذا، ازداد احتمال مخالفتهم لمراسيم الله الإدارية. ألا يُعد جميع هؤلاء المتغطرسين، المنفلتين بالفطرة، والذين لم يطيعوا أحدًا قط، أنَّهم سائرون على هذا الدرب؟ ألا يعارضون الله يومًا بعد يومٍ، ذاك الذي هو متجدّد دائمًا ولا يشيخ أبدًا؟
من "معرفة المراحل الثلاث لعمل الله هي السبيل إلى معرفة الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"
تُنفَّذ كل مرحلة من مراحل العمل الثلاث فور تأسيس المرحلة السابقة؛ ولا تُنفَّذ على نحو مستقل بمعزلٍ عن عمل الخلاص. على الرغم من وجود اختلافات كبيرة في العصر الذي يجري فيه العمل ونوع العمل، إلا أن جوهره لا يزال هو خلاص البشرية، وكل مرحلة من مراحل عمل الخلاص أعمق من التي سبقتها. تستمد كل مرحلة من العمل استمراريتها من تأسيس المرحلة الأخيرة التي لم تُلغَ، وبهذه الطريقة، يُعبِّر الله باستمرار في عمله الذي يكون دومًا جديدًا وليس قديمًا مطلقًا عن جوانب من شخصيته لم يُعبَّر عنها من قبل للإنسان، ويكشف دومًا للإنسان عن عمله الجديد وماهيته الجديدة، وحتى على الرغم من مقاومة حرَّاس الدين القدامى لهذا بكل قوة ومعارضتهم لذلك صراحة، إلا أن الله دائمًا ما يقدم على العمل الجديد الذي نوى القيام به. ودائمًا ما يكون عمله متغيرًا، وبسبب هذا دائمًا ما يجد معارضة من الإنسان. ولذلك أيضًا فإن شخصيته دائمًا ما تتغير وفقًا للعصر الذي يجري فيه عمله والمتلقين له. علاوة على ذلك، فإنه دائمًا ما يقوم بالعمل الذي لم يقم به من قبل، حتى عند القيام بالعمل الذي يبدو للإنسان متعارضًا مع العمل الذي قام به من قبل، ليتعارض معه. يستطيع الإنسان فقط قبول نوع واحد من العمل أو طريقة واحدة للتنفيذ. ويصعب على الإنسان قبول العمل، أو طريق التنفيذ، الذي لا يتماشى معه أو الأعلى منه – لكن الروح القدس دائمًا ما يقوم بعمل جديد، وهكذا تظهر جماعة تلو أخرى من الخبراء الدينيين تعارض العمل الجديد لله. لقد أصبح هؤلاء خبراء لأن الإنسان ليس لديه على وجه التحديد علم بالكيفية التي يكون بها الله دائمًا جديدًا وليس بقديم، وليس لديه معرفة بمبادئ عمل الله، وفوق كل ذلك، ليس لديه معرفة بالطرق العديدة التي يخلِّص بها الله الإنسان. على هذا النحو، لا يستطيع الإنسان معرفة ما إذا كان هو العمل الذي يأتي من الروح القدس أم أنه عمل الله نفسه. يتشبث كثير من الناس بموقف حيال ذلك، فإن كان العمل موافقًا للكلمات التي جاء بها من قبل قبلوه، وإن كانت هناك أوجه اختلاف مع العمل الذي يسبقه عارضوه ورفضوه. واليوم، ألا تلتزمون جميعًا بهذه المبادئ؟ ... اعلموا أنكم تعارضون عمل الله أو تستخدمون تصوراتكم الخاصة لقياس عمل اليوم، ذلك لأنكم لا تعلمون مبادئ عمل الله ولأنكم لا تأخذون عمل الروح القدس مأخذ الجد بالقدر الكافي. إن معارضتكم لله وعرقلتكم لعمل الروح القدس سببها تصوراتكم وغطرستكم المتأصلة. ليس لأن عمل الله خطأ، لكن لأنكم عصاة جدًا بالفطرة. لا يمكن لبعض الناس، بعد اكتشاف إيمانهم بالله، القول من أين جاء الإنسان على وجه اليقين، لكنهم يجرؤون على إلقاء الخطب العامة ليقيِّمون أوجه الصواب والخطأ في عمل الروح القدس. حتى أنهم يعظون الرسل الذين نالوا العمل الجديد للروح القدس، فيعلِّقون ويتحدثون بحديث في غير محله؛ فبشريتهم ضحلة للغاية وليس لديهم أدنى إحساس بهم. ألن يأتي اليوم الذي يرفض فيه عمل الروح القدس هؤلاء الناس ويحرقهم في نار الجحيم؟ إنهم لا يعرفون عمل الله لكنهم ينتقدون عمله ويحاولون أيضًا توجيه الله في عمله. كيف يمكن لمثل هؤلاء الناس غير المنطقيين أن يعرفوا الله؟ يتجه الإنسان لمعرفة الله أثناء البحث عنه وتجربته؛ وليس من خلال انتقاده بدافع أن يأتي لمعرفة الله من خلال استنارة الروح القدس. كلما كانت معرفة الناس بالله دقيقة أكثر، كانت معارضتهم له أقل. وعلى النقيض من ذلك، كلما قلَّ عدد الأشخاص الذين يعرفون الله، زاد احتمال معارضتهم له. إن تصوراتك وطبيعتك القديمة وطبيعتك البشرية وشخصيتك ونظرتك الأخلاقية هي "الوقود" الذي يشعل بداخلك مقاومة الله، كلما كنت فاسدًا ومتدهورًا ومنحطًا أكثر، كنت أشد عداوة لله. إن أولئك الذين لديهم تصورات بالغة الخطورة ولديهم شخصية ترى أنها أكثر برًا من الآخرين، هم ألد أعداء لله المتجسد وأولئك هم أضداد المسيح. إذا لم تخضع تصوراتك للتصحيح، فستكون دومًا ضد الله؛ ولن تكون متوافقًا مع الله، وستكون دومًا بمعزلٍ عنه.
من "معرفة المراحل الثلاث لعمل الله هي السبيل إلى معرفة الله" في "الكلمة يظهر في الجسد"
إن البشر الذين فسدوا يعيشون بجملتهم في فخ الشيطان، جميعهم يعيشون للجسد ولرغبات ذواتهم، ولا يوجد بينهم مَنْ يتوافق معي. هناك مَنْ يقولون إنهم يتوافقون معي، لكنهم جميعًا يعبدون أوثانًا مبهمة؛ ومع أنهم يعترفون بأن اسمي قدوس، فإنهم يسلكون طريقًا معاكسًا لي، وكلمتهم مشحونة كبرياءً وإعجابًا بالنفس، ذلك لأنهم جميعًا – من الأساس – ضدي وغير متوافقين معي. يسعون في كل يوم إلى اقتفاء أثري في الكتاب المقدس ويبحثون عشوائيًا عن فقراتٍ "مناسبة" يقرأونها دون نهاية ويتلونها كنصوصٍ مقدسة، لكنهم لا يعرفون كيف يكونون في توافق معي أو ما يعنيه أن يكونوا في عداوة معي، بل يكتفون بقراءة الكتب المقدسة دون تدبُّر. إنهم يضعون داخل حدود الكتاب المقدس إلهًا غامضًا لم يروه من قبل ولا يستطيعون أن يروه، ويخرجونه ليتطلعوا إليه في وقت فراغهم. يعتقدون أن وجودي ينحصر فقط في نطاق الكتاب المقدس. في نظرهم، أنا والكتاب المقدس الشيء نفسه، ومن دون الكتاب المقدس لا وجود لي، كما أنه من دوني لا وجود للكتاب المقدس. إنهم لا ينتبهون إلى وجودي أو أعمالي، لكنهم – بدلاً من ذلك – يوجهون اهتمامًا خاصًا وفائقًا لكل كلمة من كلمات الكتب المقدسة، بل إن كثيرين منهم يعتقدون بأنني يجب ألا أقوم بما أريده إلا إذا كانت الكتب المقدسة قد تنبأت به. إنهم يولون الكتب المقدسة قدرًا مُبَالَغًا فيه من الأهمية لدرجة يمكن معها القول بأنهم يرون الكلمات والتعبيرات مهمة جدًا إلى الحد الذي يجعلهم يستخدمون آياتٍ من الكتاب المقدس ليقيسوا عليها كل كلمة أقولها، بل ويستخدمونها في إدانتي أيضًا. إنهم لا ينشدون طريق التوافق معي أو طريق التوافق مع الحق، لكن بالأحرى طريق التوافق مع كلمات الكتاب المقدس، ويعتقدون أن أي شيء لا يتوافق مع الكتاب المقدس، دون استثناء، ليس بعملي. أليس أولئك هم الأبناء البررة للفريسيين؟ لقد استخدم الفريسيون اليهود شريعة موسى في إدانة يسوع. لم ينشدوا التوافق مع يسوع ذلك الزمان، لكنهم حرصوا على اتباع الشريعة حرفيًا حتى أنهم سمَّروا يسوع البريء على الصليب في النهاية بعد أن اتهموه بمخالفة شريعة العهد القديم وأنه ليس المسيا. ماذا كان جوهرهم؟ أليس أنهم لم ينشدوا طريق التوافق مع الحق؟ لقد استبدَّ بهم الاهتمام البالغ بكل كلمة في الكتب المقدَّسة، لكنهم لم يلتفتوا إلى إرادتي وخطوات عملي وأساليبه. لم يكونوا أُناسًا يبحثون عن الحق، بل أناسًا تشبَّثوا بالكلمات بطريقة جامدة؛ لم يكونوا أناسًا يؤمنون بالله، بل أناسًا يؤمنون بالكتاب المقدس. لقد كانوا – في واقع الأمر – حرَّاسًا للكتاب المقدس. وفي سبيل حماية مصالح الكتاب المقدس، ورفعة شأنه وحماية كرامته، ذهبوا مذهبًا بعيدًا حتى إلى صلب يسوع الرحيم على الصليب، وهو ما فعلوه لمجرد الدفاع عن الكتاب المقدس والحفاظ على وضع كل كلمة من كلماته في قلوب الناس. لذلك فضَّلوا أن يتنازلوا عن مستقبلهم وعن ذبيحة الخطيّة حتى يدينوا يسوع الذي لم يلتزم بعقيدة الكتب المقدسة ويحكموا عليه بالموت. أليسوا بذلك عبيدًا لكل كلمة في الكتب المقدسة؟
وماذا عن الناس اليوم؟ لقد جاء المسيح لينشر الحق، لكنهم يفضلون أن يلفظوه من بين البشر حتى يدخلوا السماء وينالوا النعمة. إنهم يفضلون أن ينكروا مجيء الحق تمامًا حتى يحموا مصالح الكتاب المقدس، وسيفضلون أن يسمِّروا المسيح العائد في الجسد على الصليب مرة أخرى حتى يضمنوا الوجود الأبدي للكتاب المقدس. كيف يحصل الإنسان على خلاصي عندما يكون قلبه شريرًا وطبيعته معادية نحوي إلى هذا الحد؟ أنا أعيش بين البشر، لكن الإنسان لا يفطن إلى وجودي، وعندما أشرق بنوري عليه، يظل جاهلاً بوجودي، وعندما أسخط عليه، فإنه يتشدَّد أكثر في إنكار وجودي. يبحث الإنسان عن التوافق مع الكلمات، مع الكتاب المقدس، لكنَّ أحدًا لا يأتي أمامي طالبًا طريق التوافق مع الحق. يرفع الإنسان نظره إلىَّ في السماء ويهتم اهتمامًا خاصًا بوجودي في السماء، لكنَّ أحدًا لا يهتم بي متجسدًا، لأني أنا الذي أحيا بين البشر ببساطة ليس لي أهمية كبيرة. أنظر إلى أولئك الذين لا ينشدون سوى التوافق مع كلمات الكتاب المقدس ومع إله غامض فأراهم في منظرٍ بائس. ذلك لأن ما يعبدوه هو كلماتٍ ميتة وإله قادر على أن يمنحهم كنوزًا لا يُنطَق بها. ما يعبدوه هو إله يضع نفسه تحت رحمة الإنسان، وليس له وجود. ماذا إذًا يستطيع أشخاصٌ كأولئك أن ينالوا مني؟ الإنسان ببساطة وضيع جدًا حتى أن الكلمات لا تصفه. أولئك الذين يعادونني، الذين يطلبون مني طلبات لا تنتهي، الذين ليست فيهم محبة الحق، الذين يقاومونني، كيف يكونون في توافق معي؟
من "يجب أن تبحث عن طريق التوافق مع المسيح" في "الكلمة يظهر في الجسد"
هل تبتغون معرفة أساس معارضة الفريسيين ليسوع؟ هل تبتغون معرفة جوهر الفريسيين؟ كانوا مملوئين بالخيالات بشأن المسيَّا. بل وأكثر من ذلك أنهم آمنوا فقط أن المسيا سيأتي، ولكنهم لم يسعوا طالبين حق الحياة. وعليه، فإنهم، حتى اليوم، ما زالوا ينتظرون المسيا؛ لأنه ليس لديهم معرفة بطريق الحياة، ولا يعرفون ما هو طريق الحق. كيف يا تُرى كان يمكن لمثل هؤلاء الأشخاص الحمقى المعاندين والجاهلين نيل بركة الله؟ كيف كان يمكنهم رؤية المسيا؟ لقد عارضوا يسوع لأنهم لم يعرفوا اتّجاه عمل الروح القدس، ولأنهم لم يعرفوا طريق الحق الذي نطق به يسوع، وعلاوةً على ذلك، لأنهم لم يفهموا المسيا. وبما أنهم لم يروا المسيا مطلقًا، ولم يكونوا أبدًا بصحبة المسيا، فقد قاموا بارتكاب خطأ التمسك عبثًا باسم المسيا، في حين أنهم كانوا يعارضون جوهر المسيا بجميع الوسائل الممكنة. كان هؤلاء الفريسيون في جوهرهم معاندين ومتغطرسين، ولم يطيعوا الحق. كان مبدأ إيمانهم بالله هو: مهما كان عُمق وعظك، ومهما كان مدى علو سلطانك، فأنت لست المسيح ما لم تُدْعَ المسيا. أليست هذه الآراء منافية للعقل وسخيفة؟ سَأسْألكم مجددًا: أليس من السهل للغاية بالنسبة إليكم أن ترتكبوا أخطاء الفريسيين الأولين بالنظر إلى أنكم ليس لديكم أدنى فهم ليسوع؟ هل أنت قادر على تمييز طريق الحق؟ هل تضمن حقًّا أنك لن تعارض المسيح؟ هل أنت قادر على اتباع عمل الروح القدس؟ إذا كنت لا تعرف ما إن كنت ستقاوم المسيح أم لا، فإنني أقول لك إذًا إنك تعيش على حافة الموت بالفعل. أولئك الذين لم يعرفوا المسيا كانوا جميعًا قادرين على معارضة يسوع ورفضه والافتراء عليه. يستطيع الناس الذين لا يفهمون يسوع أن يجحدوه ويسبّوه. وإضافة إلى ذلك فهم ينظرون إلى عودة يسوع باعتبارها مكيدة من الشيطان، وسوف يُدين مزيد من الناس يسوع العائد في الجسد. ألا يجعلكم كل هذا خائفين؟ ما ستواجهونه سيكون تجديفًا ضد الروح القدس، وتخريبًا لكلمات الروح القدس للكنيسة، ورفضًا لكل ما عبَّر عنه يسوع. ما الذي يمكنكم الحصول عليه من يسوع إن كنتم مشوشين للغاية؟ كيف يمكنكم فهم عمل يسوع عندما يعود في الجسد على سحابة بيضاء، إذا كنتم ترفضون بعِناد أن تدركوا أخطاءكم؟ أقول لكم هذا: الناس الذين لا يتقبلون الحق، ومع ذلك ينتظرون بلا تبصُّرٍ قدومَ يسوع على سحابة بيضاء، من المؤكد أنهم سيجدفون على الروح القدس، وهم الفئة التي ستهلك. أنتم فقط تتمنَّوْن نعمة يسوع، وفقط تريدون التمتع بعالم السماء السعيد، ولكنكم لم تطيعوا قطُّ الكلمات التي تكلم بها يسوع، ولم تتقبلوا مطلقًا الحقَّ الذي يعبّر عنه يسوع عندما يعود في الجسد. ما الذي تتمسكون به في مقابل حقيقة عودة يسوع على سحابة بيضاء؟ هل هو إخلاصكم في ارتكاب الخطايا بصورة متكررة، ثم الاعتراف بها، مرارًا وتكرارًا؟ ما الذي ستقدمونه كذبيحة ليسوع العائد على سحابة بيضاء؟ هل هي سنوات العمل التي تمجّدون فيها أنفسكم؟ ما الذي ستتمسكون به لتجعلوا يسوع العائد يثق بكم؟ هل هي طبيعتكم المتغطرسة التي لا تطيع أي حق؟
من "حينما ترى جسد يسوع الروحاني، سيكون الله قد صنع سماءً وأرضًا جديدتين" في "الكلمة يظهر في الجسد"