يجب أن يلتفت قلبك إلى الله إذا كنت تريد أن تقيم علاقة طبيعية مع الله، وعلى هذا الأساس، سيكون لديك أيضًا علاقة طبيعية مع الأشخاص الآخرين. إذا لم تكن لديك علاقة طبيعية مع الله، فسيكون الأمر متعلقًا بفلسفة العيش الإنسانية، بغض النظر عمّا تفعله للحفاظ على علاقاتك مع الآخرين، وبغض النظر عن مدى اجتهادك في العمل أو مقدار الطاقة التي تبذلها. إنك تحافظ على وضعك بين الناس من منظور إنساني وفلسفة إنسانية حتى يمدحوك، ولكنك لا تتبع كلمة الله لتقيم علاقات طبيعية مع الناس. إن لم تركّز على علاقاتك مع الناس بل حافظت على علاقة طبيعية مع الله، وإن كنت على استعداد لأن تهب قلبك إلى الله وتتعلم طاعته، فمن الطبيعي جدًا أن تصبح علاقاتك مع جميع الناس طبيعية. بهذه الطريقة، لا تُقام هذه العلاقات على الجسد، ولكن على أساس محبة الله. لا توجد أي تعاملات تقريبًا قائمة على الجسد، أما في الروح فهناك شركة، وكذلك محبة وراحة متبادلة، وتوفير المؤونة من البعض إلى البعض الآخر. كل هذا يتم على أساس قلب يُرضي الله. لا يتم الحفاظ على هذه العلاقات بالاعتماد على فلسفة إنسانية للعيش، ولكنها تتشكل بصورة طبيعية جدًا من خلال حَمْل العبء لأجل الله. إنها لا تتطلب جهدًا إنسانيًا، وأنت لا تحتاج سوى الممارسة وفقًا لمبادئ كلمة الله. هل أنت على استعداد لتَفَهُّم إرادة الله؟ هل أنت على استعداد لأن تكون إنسانًا "دون عقل" أمام الله؟ هل أنت على استعداد لإعطاء قلبك تمامًا إلى الله، وتغض النظر عن مركزك بين الناس؟ مع مَنْ تحظى بأفضل علاقات من بين جميع الأشخاص الذين تتواصل معهم؟ ومع مَنْ منهم لديك أسوأ علاقات؟ هل علاقاتك مع الناس طبيعية؟ هل تعامل جميع الناس على قدم المساواة؟ هل تحافظ على علاقاتك مع الآخرين وفقًا لفلسفتك في الحياة، أم أنها مبنية على أساس محبة الله؟ عندما لا يعطي المرء قلبه إلى الله، تصبح روحه مُتبلّدة، وفاقدة للحس وفاقدة للوعي. لن يفهم مثل هذا الشخص كلام الله أبدًا ولن يكون له علاقة طبيعية مع الله، ولن تتغير شخصية مثل هذا الشخص أبدًا. تغيير شخصية المرء هي عملية يعطي فيها المرء قلبه تمامًا لله، ويتلقى الاستنارة والإضاءة من كلام الله. يمكن لعمل الله أن يسمح للمرء بالدخول بفاعلية، وكذلك بتمكينه من التخلص من جوانبه السلبية بعد اكتساب المعرفة حولها. عندما تبلغ نقطة إعطاء قلبك لله، سوف تكون قادرًا على إدراك كل حركة دقيقة داخل روحك، وسوف تدرك كل حالة استنارة وإضاءة تتلقاها من الله. تمسّك بهذا، وستدخل تدريجيًا في طريق تكميلك بواسطة الروح القدس. كلما كان قلبك أكثر هدوءًا أمام الله، أصبحت حساسية روحك ورقتها طبيعية أكثر، وازدادت قدرة روحك على إدراك تحريك الروح القدس إياها، ومن ثم تزداد سلامة علاقتك مع الله تدريجيًا. يبني الناس علاقات طبيعية فيما بينهم على أساس إعطاء قلبهم إلى الله، وليس من خلال الجهد البشري، فبدون وجود الله في قلوبهم، تكون العلاقات الشخصية بين الناس مجرد علاقات جسدية غير سليمة وتنازل للشهوة – إنها علاقات يمقتها الله ويكرهها. إذا قُلْت إن روحك قد تحركت، لكنك تريد دائمًا أن تكون لديك شركة مع أشخاص يروقون لك، ومع مَنْ تجلَّهم، ووُجد آخر يسعى لك ولا يروقك، وتتحيز ضده ولا تتفاعل معه، فهذا أكبر دليل على أنك خاضع لعواطفك وليس لديك على الإطلاق علاقة طبيعية مع الله. إنك تحاول خداع الله وإخفاء قبحك. حتى إن كنت تستطيع مشاركة بعض الفهم لكنك تحمل نوايا خاطئة، فإن كل شيء تقوم به جيد قياسًا على المعايير البشرية وحدها. لن يمدحك الله، فأنت تتصرف وفقًا للجسد، وليس وفق حِمْل الله. إن كنت قادرًا على تهدئة قلبك أمام الله ولديك تعاملات طبيعية مع جميع الذين يحبون الله، فعندئذٍ فقط تكون لائقًأ لأن يستخدمك الله. بهذه الطريقة، مهما كانت طريقة ارتباطك بالآخرين، فإنها لن تكون وفقًا لفلسفة من فلسفات الحياة، ولكنها ستكون أمام الله والعيش بطريقة تنطوي على مراعاة حِمْله. كم يوجد بينكم من أمثال هؤلاء الناس؟ هل علاقاتك مع الآخرين طبيعية حقًا؟ على أي أساس تُقيمها؟ كم عدد فلسفات الحياة في داخلك؟ هل تخلَّصت منها؟ إذا لم يستطع قلبك أن يلتفت إلى الله تمامًا، فأنت لا تنتمي إلى الله، بل أنت من الشيطان، وستعود في النهاية إلى الشيطان. أنت لا تستحق أن تكون واحدًا من شعب الله. وكل هذا يتطلب منك نظرة متأنية.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. من المهم جدًا إقامة علاقة طبيعية مع الله