يستخدم الشيطان اسم العلم لإرضاء فضول الإنسان وتلبية رغبة الإنسان لاستكشاف العلم والبحث في الألغاز. يُلبِّي الشيطان باسم العلم أيضًا احتياجات الإنسان الماديّة وطلب الإنسان المستمرّ لتحسين نوعيّة حياته. وبالتالي، يستخدم الشيطان بهذا الاسم طريق العلم لإفساد الإنسان. هل يُفسِد الشيطان تفكير الإنسان أو عقول البشر فقط باستخدام طريق العلم هذا؟ من بين الناس والأحداث والأشياء في محيطنا التي يمكننا رؤيتها والتي نتواصل معها، ما الذي يستخدمه الشيطان أيضًا للإفساد؟ (البيئة الطبيعيّة). أنتم على حقٍّ. يبدو أنكم تضرَّرتم بشدٍّةٍ من هذا، وتأثَّرتم به تأثّرًا كبيرًا أيضًا. إلى جانب استخدام جميع نتائج واستنتاجات العلم المُتنوِّعة لخداع الإنسان، يستخدم الشيطان أيضًا العلم كوسيلةٍ لتنفيذ التدمير المُتعمَّد واستغلال البيئة المعيشيّة التي وهبها الله للإنسان. إنه يفعل ذلك بحُجَّة أنه إذا أجرى الإنسان البحث العلميّ، فسوف تتحسَّن بيئة حياة الإنسان بمقدارٍ أكبر وسوف تستمرّ مستويات معيشة الإنسان في التحسُّن باستمرارٍ، بالإضافة إلى أن ذلك التطوّر العلميّ يتمّ من أجل تلبية الاحتياجات الماديّة اليوميّة المتزايدة للإنسان وحاجته للحفاظ على الاستمرار في رفع نوعيّة حياته. إن لم يكن الأمر لهذه الأسباب، فلماذا تطوير العلم؟ هذا هو الأساس النظريّ لتطوّر العلم عند الشيطان. ومع ذلك، ماذا جلب العلم للبشريّة؟ ما الذي تتكوّن منه بيئتنا المُحيطة؟ ألم يتلوَّث الهواء الذي يتنفَّسه البشر؟ هل الماء الذي نشربه ما زال نقيَّا حقًّا؟ (لا). ماذا عن الطعام الذي نأكله إذًا، هل غالبيّته طبيعيٌّ؟ (لا). ما هو إذًا؟ إنه يُزرَع باستخدام السماد ويُنَمّى باستخدام التعديل الوراثيّ، وتوجد أيضًا طفراتٌ تُنتَج باستخدام أساليب علميّةٍ مختلفة لدرجة أنه حتَّى الخضروات والفاكهة التي نأكلها لم تعد طبيعيّة. ليس من السهل الآن أن يجد الناس بيضةً طبيعيّة يأكلونها. كما أن البيض لم يعد بالمذاق نفسه كما كان بعد معالجته بالفعل بسبب ما يُسمَّى بعلم الشيطان. بالنظر إلى الصورة الكبيرة، تعرَّض الغلاف الجويّ بأكمله للدمار والتلوّث؛ كما تعرَّضت الجبال والبحيرات والغابات والأنهار والمحيطات وكلّ ما فوق الأرض أو تحتها للدمار بسبب ما يُسمَّى بإنجازات الشيطان العلميّة. يعني هذا أن علم البيئة بأكمله والبيئة المعيشيّة بأكملها التي وهبها الله للإنسان تعرَّضت للخراب والدمار بسبب ما يُسمَّى بالعلم. على الرغم من أنه يوجد العديد من الأشخاص الذين قد حصلوا على ما توقَّعوه من حيث نوعيّة الحياة التي يسعون إليها، مُشبعين بذلك شهواتهم وجسدهم، فإن البيئة التي يعيش فيها الإنسان خُرّبت ودُمِّرَت بسبب "الإنجازات" المُتنوِّعة التي تسبَّب بها العلم. وحتَّى في الهواء الطلق أو في منازلنا لم يعد لدينا الآن الحقّ في تنفُّس نفسٍ واحد من الهواء النظيف. هل هذا حزن البشر؟ هل لا تزال توجد أيّة سعادةٍ يمكن الحديث عنها للإنسان للعيش في هذه المساحة المعيشيّة؟ يعيش الإنسان في هذه المساحة المعيشيّة، ومنذ البداية خلق الله هذه البيئة المعيشيّة من أجل الإنسان. الماء الذي يشربه الناس، والهواء الذي يتنفَّسه الناس، والطعام الذي يأكله الناس، والنباتات والأشجار والمحيطات – هذه البيئة المعيشيّة هي التي وهبها الله كلّها للإنسان؛ إنها طبيعيّة وتعمل وفقًا للقانون الطبيعيّ الذي وضعه الله. لو لم يكن يوجد علمٌ، لكان الناس سعداء، ولكان بإمكانهم الاستمتاع بكلّ شيءٍ في أروع حالاته الأصليّة، وفقًا لطريقة الله ووفقًا لما وهبه الله لهم بما يمكنهم التمتُّع به. ومع ذلك، فقد خرَّب الشيطان الآن هذا كلّه ودمَّره؛ لم تعد مساحة المعيشة الأساسيّة للإنسان في أروع حالاتها الأصليّة. ولكن لا يستطيع أحدٌ أن يُدرِك ما الذي تسبَّب في هذا النوع من العواقب أو كيف حدث هذا، وبالإضافة إلى ذلك، فإن المزيد من الناس يفهمون العلم ويتعاملون معه من خلال استخدام الأفكار التي غرسها فيهم الشيطان. أليس هذا بغيضًا ومثيرًا للشفقة للغاية؟ بما أن الشيطان أخذ الآن المساحة التي يوجد فيها البشر وبيئتهم المعيشيّة وأفسدهم في هذه الحالة، وبما أن البشر مُستمرّون في التطوّر بهذه الطريقة، هل توجد أيّة حاجةٍ ليد الله لمحو هذا الجنس البشريّ على الأرض؟ هل توجد أيّة حاجةٍ ليد الله لتدمير الجنس البشريّ؟ (لا). إذا استمرّ الجنس البشريّ في التطوّر بهذه الطريقة، فما الاتّجاه الذي سيتّخذه؟ (الخراب). كيف سيخرُب الجنس البشريّ؟ بالإضافة إلى بحث الإنسان الجَشِع عن الشهرة والربح، فإنه يستمرّ في إجراء الاستكشاف العلميّ والبحث المُتعمِّق، ثم يُلبِّي احتياجاته وشهواته الماديّة دون توقُّفٍ؛ فما العواقب إذًا على الإنسان؟ أوّلاً وقبل كلّ شيءٍ، لم يعد يوجد أيّ توازنٍ بيئيّ، وارتباطًا بهذا، فإن أجسام البشر قد تعرَّضت كلّها للفساد والتلف بسبب هذا النوع من البيئة، وانتشرت أمراضٌ وأوبئةٌ مُعدِية مُتنوِّعة في كلّ مكانٍ. هذا وضعٌ لا يمكن للإنسان السيطرة عليه الآن، أليس هذا صحيحًا؟ (بلى). الآن بعد أن تفهموا هذا، إذا لم يتبع البشر الله بل يتبعون الشيطان دائمًا بهذه الطريقة – مُستخدِمين المعرفة لإثراء أنفسهم باستمرارٍ، ومُستخدِمين العلم بلا توقُّفٍ لاستكشاف حياة الإنسان، ومُستخدِمين هذا الأسلوب لمواصلة العيش – فهل يمكنك التعرُّف إلى ما ستكون عليه النهاية الطبيعيّة للبشر؟ ماذا ستكون النتيجة النهائيّة الطبيعيّة؟ (الخراب). سوف تكون النتيجة هي الخراب: الاقتراب إلى الخراب خطوةً واحدة في كلّ مرّةٍ. الاقتراب إلى الخراب خطوةً واحدة في كلّ مرّةٍ! يبدو الآن كما لو أن العلم نوعٌ من الجُرعة السحريّة التي أعدَّها الشيطان للإنسان بحيث إنكم عندما تحاولون تمييز الأشياء فإنكم تفعلون ذلك في غشاوةٍ ضبابيّة، وبغضّ النظر عن مدى حدّة بصرك فإنه لا يمكنك رؤية الأشياء بوضوحٍ، ومهما حاولت بجدّيّةٍ، لا يمكنك معرفتها. ومع ذلك، لا يزال الشيطان يستخدم اسم العِلم لإثارة شهيّتك ولقيادتك بالإكراه في الاتّجاه نفسه على طول الطريق، نحو الهاوية ونحو الموت.
– الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (و)