عندما يتواصل الناس مع الله بقلوبهم، وعندما تكون قلوبهم قادرة على التوجه الكامل إليه، تكون هذه هي الخطوة الأولى لمحبة الإنسان لله. إذا كنت تريد أن تحب الله، فيجب أولاً أن توجه قلبك إليه. ماذا يعني أن توجه قلبك إلى الله؟ إنه عندما يكون كل شيء تسعى إليه في قلبك هو من أجل محبة الله وربحه، وهذا يدل على أنك توجهت بقلبك تمامًا إلى الله. فلا يوجد أي شيء آخر تقريبًا في قلبك (الأسرة أو الثروة أو الزوج أو الزوجة أو الأطفال وإلى آخره) سوى الله وكلامه. حتى لو كان هناك شيء، فلا يمكن لأشياء كهذه أن تشغل قلبك، وأنت لا تفكر في تطلعاتك المستقبلية، ولكنك فقط تسعى إلى محبة الله. في مثل هذا الوقت سوف تكون قد وجهت قلبك تمامًا إلى الله. هب أنك كنت لا تزال تضع خططًا لنفسك في قلبك، وتسعى لتحقيق الربح الشخصي وتفكر دائمًا قائلًا لنفسك: "متى يمكنني تقديم طلب صغير إلى الله؟ متى ستصبح عائلتي غنية؟ كيف يمكنني الحصول على بعض الملابس الجميلة؟ ..." إذا كنت تعيش في هذه الحالة، فإن هذا يدل على أن قلبك لم يتوجه بالكامل إلى الله. إذا كان لديك فقط كلام الله في قلبك وأنت قادر على أن تصلي إلى الله وتصبح قريبًا منه في كل الأوقات، كما لو كان قريبًا جدًا منك، وكما لو كان الله داخلك وأنت داخله، إذا كنت في هذه الحالة، فهذا يعني أن قلبك في حضرة الله. إذا صلّيت إلى الله وأكلت وشربت من كلامه كل يوم، وتفكر دائمًا في عمل الكنيسة، وإذا كنت تبدي اهتمامًا بإرادة الله، وتستخدم قلبك لتحبه بحق وترضي قلبه، فعندئذٍ سيمتلك الله قلبك. إذا كان قلبك منشغلًا بعدد من الأشياء الأخرى، فإن الشيطان لا يزال يشغله ولم يتجه إلى الله حقًا. عندما يتجه قلب أحدهم نحو الله حقًا، ستكون لديه محبة حقيقية وعفوية له، وسيكون قادرًا على الاهتمام بعمل الله. على الرغم من أنه قد تظل لديه حالات من الحماقة وعدم الجدوى، إلا أنه يُظهر الاهتمام بمصالح بيت الله وبعمله، وبتغيير شخصيته، ويكون قلبه في المكان الصحيح. يدّعي بعض الناس دائمًا أن كل ما يفعلونه هو من أجل الكنيسة والحقيقة أن هذا لأجل مصلحتهم الخاصة؛ فليس لدى هذا النوع من الأشخاص الدافع المناسب، فهو نوع ملتوٍ ومخادع ومعظم الأشياء التي يفعلها هي من أجل مصلحته الشخصية. لا يسعى هذا النوع من الأشخاص إلى محبة الله؛ إذ لا يزال قلبه ينتمي إلى الشيطان ولا يمكن أن يتجه إلى الله. ليست لدى الله طريقة لاقتناء هذا النوع من الأشخاص.
إذا كنت ترغب في أن تحب الله حقًا وفي أن يقتنيك فالخطوة الأولى هي أن توجه قلبك تمامًا نحو الله. في كل شيء تقوم به، افحص نفسك واسألها: "هل أفعل ذلك من منطلق قلب يحب الله؟ هل هناك أي نيّة شخصية في ذلك؟ ما هدفي الحقيقي من القيام بذلك؟" إذا أردت أن تسلّم قلبك إلى الله، فيجب عليك أولاً أن تُخضع قلبك، وأن تتخلى عن كل نواياك الخاصة، وتصل لنقطة كونك بالكامل لله. هذا هو الطريق لتمارس كيف تهب قلبك لله. إلامَ يشير إخضاع قلب أحدهم؟ إنه التخلي عن رغبات جسد الإنسان المبالغ فيها، وعدم اشتهاء الراحة أو بركات المكانة. إنه فعل كل شيء لإرضاء الله، وأن يكون قلب المرء كاملًا له، وليس لذاته الخاصة. هذا كاف.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. المحبة الحقيقية لله محبةٌ عفويةٌ