القائمة

لأعلى التالي

كلمات الله اليومية: الدخول إلى الحياة | اقتباس 420

142 2020-12-23

أن تتأمل في كلام الله وأن تصلّي به في الوقت الذي تأكل وتشرب فيه كلامه الحالي هي الخطوة الأولى لتكون في سلام أمام الله. إن كنت تستطيع حقًّا أن تكون في سلام أمام الله، فستحظى بالاستنارة والإضاءة من الروح القدس. تتحقق الحياة الروحية كلها من خلال كونك في سلام في حضرة الله. عندما تصلّي، يجب أن تكون هادئًا أمام الله، وعندها فقط يمكن أن يحركك الروح القدس. من خلال تهدئة قلبك أمام الله عندما تأكل وتشرب كلامه، يمكنك أن تحظى بالاستنارة والإضاءة ويمكنك أن تحقق الفهم الحقيقي لكلام الله. عندما تغدو في سلام في حضرة الله أثناء أنشطتك المعتادة في التأمل والشركة والتقرب إلى الله في قلبك، فستتمكن من الاستمتاع بالقرب الحقيقي من الله، واكتساب فهم واقعي لمحبة الله وعمله، وإبداء مراعاة وعناية حقيقيتين لمقاصد الله. وكلما غدوت أكثر قدرة بصورة اعتيادية على أن تهدأ أمام الله، زادت استنارتك وقدرتك على فهم شخصيتك الفاسدة، وما ينقصك، وما ينبغي عليك الدخول فيه، والوظيفة التي يجب أن تؤديها، وأين تكمن عيوبك. وكل هذا يتحقَّق من خلال الهدوء أمام الله. إن بلغت حقًّا بعض العمق في الهدوء أمام الله، فسيكون بإمكانك أن تفهم أسرارًا محددة عن الروح، وما يريد الله أن يعمله فيك في الحاضر، وأن تلمس فهمًا أعمق لكلام الله وجوهر كلامه وكنهه وكينونته، وسوف تتمكن من أن ترى طريق الممارسة بصورة أكثر وضوحًا ودقة. إن كنت لا تستطيع أن تكون هادئًا في روحك إلى درجة كافية من العمق، سيحرّكك الروح القدس بعض الشيء فقط، وستشعر بقوة داخلك، وبقدر معين من الاستمتاع والسلام، لكنك لن تحقق فهمًا أعمق لأي شيء. لقد قلتُ من قبل: إن لم يستخدم الناس كل قوتهم، سيكون من الصعب عليهم أن يسمعوا صوتي أو يروا وجهي. وهذا يشير إلى بلوغ عمق في الهدوء أمام الله، وليس إلى بذل جهود سطحية. إن الشخص الذي يمكنه أن يهدأ بحق في حضرة الله هو شخص قادر على التحرر من جميع العلائق الدنيوية وعلى أن يصبح ملكًا لله. أما كل الناس العاجزين عن الهدوء في حضرة الله فهم بالتأكيد ماجنون ومنفلتون. إن جميع الناس القادرين على الهدوء أمام الله هم أتقياء أمامه ويتوقون إليه. والهادئون أمام الله هم وحدهم الذين يعرفون قيمة الحياة، وقيمة الشركة في الروح، ويتعطشون إلى كلام الله، ويسعون وراء الحق. أما الذين لا يدركون قيمة الهدوء أمام الله ولا يمارسون ذلك فهم أناس عديمو الجدوى وسطحيون ومتعلّقون تمامًا بالعالم، وهم بلا حياة؛ وحتى إن كانوا يقولون إنهم يؤمنون بالله، فإنهم يقولون هذا بشفاههم فقط. إن أولئك الذين يُكمِّلهم ويتمّمهم الله في النهاية هم الأشخاص القادرون على الهدوء في حضرته، وبالتالي فالأشخاص الهادئون أمام الله هم أناس يُنعم الله عليهم ببركات عظيمة. أما الذين نادرًا ما يقضون وقتًا خلال اليوم في أكل كلام الله وشربه، وينشغلون بالكامل بأمور خارجية، ولا يبالون بدخول الحياة، فهؤلاء جميعًا منافقون بلا إمكانية للنمو في المستقبل. إن أولئك الذين يمكنهم الهدوء أمام الله والتواصل معه بصدق هم شعب الله.

– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. في تهدئة قلبك أمام الله

اترك رد