تنطوي كل جملة تحدثت بها على شخصية الله. ستعمل عملاً جيدًا للتفكير في كلماتي بعناية، وستجني الكثير منها بالتأكيد. إن جوهر الله يصعب جدًا استيعابه، لكنني على ثقة بأنكم جميعًا لديكم على الأقل فكرة عن شخصية الله. آمل إذًا أن تظهروا لي وأن تفعلوا المزيد مما لا يهين شخصية الله. عندها سأكون مطمئنًا. على سبيل المثال، احفظ الله في قلبك طيلة الوقت. عندما تتصرف، افعل ذلك بحسب كلماته. ابحث عن نواياه في كل شيء، وامتنع عن القيام بما لا يحترم الله ويهينه، كما لا ينبغي عليك أن تضع الله في مؤخرة عقلك لملء الفراغ المستقبلي في قلبك. إن كنت تقوم بذلك، فستكون قد أسأت إلى شخصية الله. ومرة أخرى، على افتراض أنك لن تقوم أبدًا بعمل تصريحات أو شكاوى تجديفية ضد الله خلال حياتك، وأيضًا بافتراض أنك قادر على إتمام كل ما أوكله الله لك بشكل صحيح، وأن تخضع لكلماته أيضًا طيلة حياتك، فعندها ستكون قد نجحت في تجنب المخالفة ضد المراسيم الإدارية. على سبيل المثال، إذا سبق لك أن قلت: "لماذا لا أعتقد أنه هو الله؟"، أو "أعتقد أن هذه الكلمات ليست سوى بعض الاستنارة من الروح القدس"، أو "في رأيي، ليس كل ما يعمله الله بالضرورة صحيح"، أو "إن الطبيعة البشرية لله لا تتفوق على طبيعتي البشرية"، أو "إن كلمات الله ببساطة لا يمكن تصديقها"، أو غيرها من مثل هذه التصريحات الانتقادية، فأنصحك بالاعتراف بخطاياك والتوبة عنها لمرات أكثر من المعتاد. وإلا، فلن تحصل على فرصة للغفران، لأنك لا تسيء إلى إنسان، بل إلى الله نفسه. قد تعتقد أنك تحكم على إنسان، لكن روح الله لا يعتبر الأمر كذلك. إن عدم احترامك لجسده يساوي عدم احترامه هو. وهكذا، ألا تسيء إلى شخصية الله؟ عليك أن تتذكر أن كل ما يقوم به روح الله يتم من أجل الحفاظ على عمله في الجسد ولكي يتمّم هذا العمل بشكل جيد. إذا تجاهلت هذا، فأنا أقول إنك شخص لن يكون قادرًا أبدًا على النجاح في الإيمان بالله، لأنك أثرت غضب الله، لذلك سوف يُعِدُّ عقابًا مناسبًا ليعلِّمك درسًا.
إن معرفة جوهر الله ليس أمرًا تافهًا. يجب أن تفهم شخصيته. بهذه الطريقة ستحصل تدريجيًا ودون أن تدري على معرفة جوهر الله. عندما تكون قد دخلت في هذه المعرفة، ستجد نفسك تخطو إلى الأمام في حالة أعلى وأكثر جمالاً. وفي النهاية، ستشعر بالخجل من روحك القبيحة، لدرجة تشعرك أنه لا يوجد مكان لتختبئ فيه. في ذلك الوقت، سيقل تدريجيًا سلوكك تجاه الإساءة إلى شخصية الله، وسيقترب قلبك أكثر فأكثر من قلب الله، وسوف ينمو تدريجيًا حبه في قلبك. هذا علامة على دخول البشر في حالة جميلة. ولكن حتى الآن لم تحققوا هذا. مع انطلاقكم ذهابًا وإيابًا من أجل مصيركم، مَنْ سيكون لديه الرغبة في محاولة معرفة جوهر الله؟ إذا استمر هذا، سوف تتعدون على المراسيم الإدارية دون وعي، لأنكم لا تفهمون سوى القليل جدًا عن شخصية الله. لذلك، أليس ما تفعلونه الآن هو وضع أساس لآثامكم ضد شخصية الله؟ لا يتعارض طلبي منكم أن تفهموا شخصية الله مع عملي. لأنكم إن كنتم تتعدون على المراسيم الإدارية كثيرًا، فمَنْ منكم يمكن أن يفلت من العقاب؟ ألن يكون عملي بأكمله حينها بلا جدوى؟ لذلك، ما زلت أطلب منكم، بالإضافة إلى التدقيق في سلوككم، أن تكونوا حذرين في الخطوات التي تتخذونها. سيكون هذا هو المطلب الأعلى الذي أطلبه منكم، وآمل أن تفكروا فيه جميعًا بعناية وأن تولوه اهتمامكم بجدية. إذا جاء يوم من الأيام أغضبتني فيه أعمالكم غضبًا عارمًا، فسيكون عليكم وحدكم التفكير في العواقب، ولن يوجد شخص آخر يتحمل العقاب بدلاً منكم.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. من المهم جدًا فهم شخصية الله