القائمة

لأعلى التالي

كلمات الله اليومية: الغايات والعواقب | اقتباس 580

71 2020-11-07

في ومضة من البرق، ينكشف كل حيوان بشكله الحقيقي. كذلك أيضًا، استعاد البشر قداستهم التي كانوا يمتلكونها ذات يوم مستنيرين بنوري، حتى إن عالم الماضي الفاسد قد سقط في المياه القذرة، وغاص تحت السطح، وتحلل ليصبح وحلاً. حتى إن كل البشر الذين خلقتهم قد عادوا للحياة مرة أخرى أخيرًا في النور، ووجدوا أساس وجودهم، وتوقفوا عن الصراع في الوحل. كيف لا يمكن للأشياء المخلوقة العديدة والتي أمسكها في يدي أن تتجدد من خلال كلماتي؟ كيف لا يمكنها، في النور، أن تسمح بالقيام بوظائفها؟ الأرض لم تعد ثابتة وصامتة، والسماء لم تعد موحشة وحزينة. السماء والأرض لم يعد يفصلهما فراغ، واتحدا في وحدة واحدة، ولن ينفصلا ثانية. في هذه المناسبة المبهجة، وفي هذه اللحظة من السرور، قد خرج بري وقداستي إلي الخارج عبر الكون، وكل البشرية تمجدهما دون توقف. تضحك مدن السماء بكل فرحة، وترقص ممالك الأرض بكل بهجة. من لا يبتهج في هذه اللحظة؟ ومن لا يبكي في هذه اللحظة؟ الأرض في حالتها البدائية تنتمي إلى السماء، والسماء تتحد بالأرض. والإنسان هو الحبل الذي يربط السماء والأرض، وبفضل قداسته، وبفضل تجديده، لم تعد السماء مختفية عن الأرض. ولم تعد الأرض صامتة نحو السماء. إن وجوه البشر تملؤها ابتسامات العرفان، تفرز في قلوبهم حلاوة لا تعرف الحدود. الإنسان لا يتصارع مع الإنسان، ولا يضرب الرجال بعضهم البعض الآخر. هل هناك، في نوري، من لا يعيش في سلام مع الآخرين؟ هل هناك، في يومي، من يهين اسمي؟ كل البشر يوجهون نظراتهم التبجيلية نحوي، ويصرخون لي في قلوبهم سرًا. لقد فحصت كل فعل للبشر: من بين كل البشر الذين قد تطهروا، ليس هناك من لا يطيعني، ليس هناك من يدينني. كل البشرية متشبعة من شخصيتي. كل واحد يأتي ليعرفني، يقترب مني، ويعشقني. أنا ثابت في روح الإنسان، وأتعالى إلى أعلى قمة في عيون الإنسان، وأتدفق من خلال الدم الذي يجري في عروقهم. يملأ التمجيد المبتهج في قلوب البشر كل مكان على وجه الأرض، الهواء منعش ونقي، والضباب الكثيف لم يعد يغطي الأرض، والشمس تشرق بلمعان.

– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. كلام الله إلى الكون بأسره، الفصل الثامن عشر

اترك رد