يزيّن البعض منهم أنفسهم بشكل جميل، ولكنه سطحي: تزيّن الأخوات أنفسهن بشكل جميل مثل الزهور، ويرتدي الإخوة ملابس تشبه الأمراء أو الأثرياء الشباب، ولا يهتمون سوى بالأشياء الخارجية، مثل الأشياء التي يأكلونها ويرتدونها، ومن الداخل، هم معدمون ولا يعرفون الله أدنى معرفة. أي معنى يمكن أن يكون في هذا؟ ثم هناك البعض ممن يرتدون ملابس مثل المتسولين الفقراء – إنهم يبدون حقًا مثل عبيدٍ من شرق آسيا! ألا تفهمون حقًا ما أطلبه منكم؟ تواصلوا فيما بينكم: ما الذي ربحتموه بالفعل؟ لقد آمنتم بالله طوال هذه السنوات، ومع ذلك هذا كل ما جنيتموه. ألا تشعرون بالحرج؟ ألا تخجلون؟ لقد كنتم تتبعون الطريق الحق طوال هذه السنوات، ولكن اليوم لا تزال قامتكم أقل من قامة عصفور! انظروا إلى السيدات الشابات بينكم، تبدون جميلات كاللوحات بملابسكن وزينتكن، وتقارن أنفسكن ببعضكن بعضًا – وما الذي تقارننه؟ سعادتكن؟ مطالبكن؟ هل تعتقدن أنني جئت لتوظيف عارضات أزياء؟ لا حياء لديكن! أين حياتكن؟ أليس ما تسعين إليه فقط هو رغباتكن الخاصة المترفة؟ تعتقدين أنكِ جميلة للغاية، ولكن على الرغم من أنك قد ترتدين ملابس مبهرجة للغاية، ألست في حقيقتك كدودة تتلوى، مولودة في كومة روث؟ اليوم، أنتِ محظوظة لأنك تتمتعين بهذه البركات السماوية ليس بسبب وجهك الجميل، ولكن لأن الله يستثنيكِ برفعه لكِ. هل لا يزال من غير الواضح لكِ من أين أتيتِ؟ عند ذكر الحياة، تغلقين فمكِ ولا تقولين شيئًا، بكماء كتمثال، ومع ذلك ما زال لديك الجرأة للتأنق في الملبس! ما زلتِ تميلين إلى وضع أحمر الخدود ومساحيق التجميل على وجهك! وانظروا إلى المتأنقين بينكم، الرجال العصاة الذين يقضون اليوم كله وهم يتجولون جامحين، وعلى وجوههم تعابير تعكس لا مبالاة. هل هذه هي الطريقة التي يجب أن يتصرف بها الشخص؟ لأي شيء يكرس كل واحد منكم، رجل كان أو امرأة، انتباهه طوال اليوم؟ هل تعرفون على من تعتمدون ليطعمكم؟ انظر إلى ملابسك، وانظر إلى ما جنيته في يديك، وافرك بطنك، ما الذي استفدته من ثمن الدم والعرق الذي دفعته طوال هذه السنوات من الإيمان؟ ما زلت تفكر في الذهاب لمشاهدة معالم المدينة، وما زلت تفكر في زينة جسدك النتن، فيا لها من مساعٍ عديمة الجدوى! يُطلب منك أن تكون شخصًا عاديًا، ولكنك الآن ببساطة لست شاذًا، بل منحرفًا. كيف يملك مثل هذا الشخص الجرأة للمجيء أمامي؟ مع مثل هذه الإنسانية، ألا يجعلك استعراض جاذبيتك وتفاخرك بجسمك، والعيش دائمًا في شهوات الجسد، من نسل الشياطين القذرة والأرواح الشريرة؟ لن أسمح لهذا الشيطان القذر بالبقاء في الوجود لفترة طويلة! ولا تظن أنني لا أعرف ما تفكر فيه في قلبك. قد تبقي شهوتك وجسدك تحت سيطرة مشددة، ولكن كيف لا أعرف الأفكار التي تأويها في قلبك؟ كيف لا أعرف كل ما تشتهيه عيناك؟ ألا تتجملن أيتها الشابات لتستعرضن أجسادكن؟ ما فائدة الرجال لكن؟ هل يمكنهم حقا تخليصكن من المحن الكثيرة؟ أما المتأنقون من بينكم، فأنتم جميعًا ترتدون الملابس التي تبديكم بمظهر الرجال المهذبين وتميزكم عن الآخرين، لكن أليست هذه خدعة الهدف منها لفت الانتباه إلى مظهركم الأنيق؟ لمن تفعلون هذا؟ ما فائدة النساء لكم؟ ألسن مصدر خطيتكم؟ أيها الرجال والنساء، لقد قلت لكم العديد من الكلام، لكنكم امتثلتم للقليل منه. آذانكم صماء، وقد أصبحت عيونكم قاتمة، وقلوبكم متحجرة لدرجة أنه لا توجد سوى شهوة في أجسادكم، لدرجة أنكم أصبحتم أسرى لها، غير قادرين على الفكاك منها. من ذا الذي يريد الاقتراب منكم يا من تشبهون الحشرات التي ترعى في القذارة والأوساخ؟ لا تنسوا أنكم لستم أكثر من أولئك الذين رفعتهم من كومة الروث، وأنكم لم تكونوا تمتلكون طبيعة بشرية من الأساس. ما أطلبه منكم هو الطبيعة البشرية التي لم تكونوا تمتلكونها في الأصل، وليس أن تستعرضوا شهواتكم أو تطلقوا العنان لأجسادكم الفاسدة، التي دربها الشيطان لسنوات عديدة. ألا تخشون أن تنغمسوا أكثر في الغواية عندما ترتدون هذه الملابس؟ ألا تعرفون أن الخطية متأصلة فيكم؟ ألا تعرفون أن أجسادكم غارقة في الشهوة لدرجة أنها تتسرب حتى من ملابسكم، وتكشف عن حالتكم كشياطين قبيحة ودنسة بشكل لا يُطاق؟ أليس الأمر هو أنكم تعرفون ذلك بوضوح أكثر من أي شخص آخر؟ ألم تدنّس الشياطين القذرة قلوبكم وعيونكم وشفاهكم؟ هل هذه الأجزاء منكم غير دنسة؟ هل تعتقد أنه طالما أنك لا تفعل شيئًا فأنت قدس أقداس؟ هل تعتقد أن ارتداء الملابس الجميلة يمكن أن يخفي نفسوكم الدنيئة؟ هذا لن يفلح! أنصحكم بأن تكونوا أكثر واقعية: لا تكونوا محتالين وزائفين، ولا تستعرضوا أنفسكم. أنتم تتباهون بشهواتكم أمام بعضكم بعضًا، ولكن كل ما ستحصلون عليه في المقابل هو معاناة أبدية وتوبيخ قاسٍ! ما حاجتكم إلى تبادل النظرات الولهة والانغماس في العواطف؟ هل هذا هو مقياس نزاهتكم ومدى استقامتكم؟ أنا أكره من بينكم الذين يشاركون في الطب الشرير والشعوذة. أنا أكره الشباب والشابات من بينكم الذين يحبون أجسادهم. من الأفضل لكم أن تلجموا أنفسكم، لأنكم مطالبون الآن بامتلاك طبيعة بشرية، وغير مسموح لكم بالتباهي بشهواتكم، ولكنكم تستغلون كل فرصة يمكنكم استغلالها، لأن أجسادكم كثيرة للغاية وشهواتكم هائلة.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. الممارسة (7)