مَنْ يحدّد عاقبة الإنسان؟
يوجد أمر آخر بالغ الأهمية، وهو موقفكم تجاه الله. هذا الموقف حيوي؛ فهو يحدد ما إذا كنت ستسير إلى الهلاك في النهاية أم إلى غاية جميلة أعدها الله لك. في عصر الملكوت، عمل الله بالفعل لأكثر من عشرين عامًا، وعلى مدار هذه العشرين عامًا ربما كانت قلوبكم غير واثقة قليلاً في أدائكم. ولكن الله، في قلبه، قد صنع سجلاً فعليًّا وصادقًا لكل واحد منكم. يحتفظ الله بسجل لكل واحد عن هذه المظاهر ابتداءً من حيث بدأ كل شخص في اتباعه وسماع وعظه، وفهم المزيد والمزيد من الحق إلى أن قاموا بواجباتهم. عندما يقوم أحد بأداء واجبه، وعندما يواجه كل أنواع الظروف والتجارب، ما هو موقفه؟ كيف يكون أداؤه؟ كيف يشعر تجاه الله في قلبه؟ يحتفظ الله بسجل لكل هذا. لعل هذه الأمور محيرة من وجهة نظركم. لكنها كلها واضحة كل الوضوح من منظور الله، وليس بها أدنى إهمال. هذه مسألة تتضمن عاقبة كل الناس ومصائرهم وتطلعاتهم المستقبلية أيضًا. فضلاً عن أن هذا هو المكان الذي يبذل فيه الله كل جهوده الدؤوبة. وهكذا لا يمكن لله أن يتجاهل أو يتسامح مع أية حيرة. يحتفظ الله بهذا السجل للبشرية، ويصنع سجلاً للبشر الذين يتبعون الله كافة، من البداية إلى النهاية. موقفك تجاه الله في هذا الوقت سيحدد مصيرك. أليس هذا صحيحًا؟ والآن، هل تؤمنون أن الله بار؟ هل أفعال الله مناسبة؟ هل لا تزال لديكم صورة أخرى عن الله في أذهانكم؟ (كلا). هل تقولون إذًا إن عاقبة الإنسان يحددها الله أم يحددها الإنسان بنفسه؟ (يحددها الله). مَنْ يحددها؟ (الله). لستم واثقين، أليس كذلك؟ أيها الإخوة والأخوات من هونغ كونغ، تكلّموا، مَنْ يحددها؟ (الإنسان يحددها بنفسه). الإنسان يحددها بنفسه؟ ألا يعني هذا إذًا أن الأمر لا يتعلق بالله؟ أيها الإخوة والأخوات من كوريا الجنوبية، تكلّموا. (يحدد الله عاقبة الإنسان بناءً على أعماله وتصرفاته، وبناءً على الطريق الذي يسير فيه). هذه إجابة موضوعية جدًّا. هناك حقيقة يجب أن أخبركم جميعًا بها: على مدار عمل خلاص الله، يضع معيارًا للإنسان. هذا المعيار هو أن يطيع الإنسان كلمة الله ويسير في طريقه. هذا هو المعيار الذي يُستخدم لقياس عاقبة الإنسان. إذا مارست وفقًا لهذا المعيار الإلهي، فيمكنك الحصول على عاقبة جيدة؛ وإذا لم تفعل ذلك، فلا يمكنك الحصول على عاقبة جيدة. فمَنْ تقولون إذًا إنه يحدد هذه العاقبة؟ ليس الله وحده هو الذي يحددها، بل الله والإنسان معًا. هل هذا صحيح؟ (نعم). لماذا؟ لأن الله هو مَنْ يريد أن يشترك اشتراكًا فعّالاً في عمل خلاص البشرية، وأن يعد غاية جميلة للإنسان. الإنسان هو هدف عمل الله، وهذه العاقبة أو الغاية هي ما يعده الله له. لو لم يكن هناك هدف لعمله، لما احتاج الله أن يقوم بهذا العمل؛ ولو لم يقم الله بهذا العمل، لما حصل الإنسان على فرصة للخلاص. الإنسان هو هدف الخلاص، ومع أن الإنسان موجود في الجانب السلبي من هذه العملية، فإن الموقف في هذا الجانب هو الذي يحدد ما إذا كان الله سينجح في عمله لخلاص البشرية أم لا. لولا الإرشاد الذي يقدمه لك الله، لما كنت ستعرف معياره، ولما كان لك هدف. إن كان لديك هذا المعيار، وهذا الهدف، ومع ذلك لا تتعاون، ولا تمارسه، ولا تدفع الثمن، فلن تحصل على هذه العاقبة. لهذا أقول إن هذه العاقبة لا يمكن أن تنفصل عن الله، ولا يمكن أيضًا أن تنفصل عن الإنسان. والآن أنتم تعرفون من يحدد عاقبة الإنسان.
– الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. كيفية معرفة شخصيّة الله والنتائج التي يحققها عمله