تأمّل حياتك حتّى الآن فيما يتعلق بجميع الأشياء التي عملها الله معك في كلّ سنوات إيمانك. سواء كنت تشعر بذلك شعورًا عميقًا أو لا، ألم يكن الأكثر ضرورة؟ ألم يكن أكثر ما كنت بحاجةٍ إلى الحصول عليه؟ (بلى). أليست هذه هي الحقيقة؟ أليست هذه هي الحياة؟ (بلى). هل سبق وأنارك الله حتى تُرجع أيّ شيءٍ مرّةً أخرى أو تردّ أيّ شيءٍ بعد أن أعطاك هذه الأشياء؟ (كلا). ما هدف الله إذًا؟ لماذا يفعل الله هذا؟ هل لدى الله أيضًا هدفٌ لاحتلالك؟ (كلا). هل يريد الله أن يسكن بعرشه في قلب الإنسان؟ (نعم). ما الفرق إذًا بين سُكنى الله بعرشه واحتلال الشيطان بالقوّة؟ يريد الله أن يكسب قلب الإنسان، يريد أن يشغل قلب الإنسان، فماذا يعني هذا؟ هل هذا يعني أن الله يريد من الإنسان أن يصبح دميته وماكينته؟ (كلا). ما هدف الله إذًا؟ هل يوجد فرقٌ بين الله الذي يرغب في أن يشغل قلب الإنسان واحتلال الشيطان الإنسان وامتلاكه بالقوّة؟ (نعم). ما الفرق؟ هل يمكن أن تُخبِرني بوضوحٍ؟ (الشيطان يفعل ذلك بالقوّة بينما يتيح الله للإنسان التطوّع). الشيطان يفعل ذلك بالقوّة بينما يسمح لك الله بالتطوّع. هل هذا هو الفرق؟ ماذا يريد الله من قلبك؟ وإلى جانب ذلك، لماذا يريد الله أن يشغلك؟ كيف تفهمون في قلوبكم "الله يشغل قلب الإنسان"؟ ينبغي أن نكون منصفين لله هنا، وإلّا فسوف يُسيء الناس الفهم دائمًا فيقول كلٌّ منهم: "الله يريد دائمًا أن يشغلني. لماذا يريد أن يشغلني؟ لا أريد أن يشغلني أحدٌ، أريد فقط أن أكون كما أنا. أنت تقول إن الشيطان يحتلّ الناس، لكن الله يشغل الناس أيضًا: أليس الأمران الشيء نفسه؟ لا أريد السماح لأيّ شخصٍ بأن يشغلني. فأنا أنا!" ما الفرق هنا؟ فكِّر في الأمر قليلاً. إني أسألكم: هل عبارة "الله يشغل الإنسان" عبارةٌ فارغة؟ هل إشغال الله الإنسان يعني أنه يعيش في قلبك ويهيمن على كلّ كلمةٍ وكلّ حركةٍ؟ إذا طلب منك الجلوس، فهل لا تجرؤ على الوقوف؟ وإذا طلب منك الذهاب إلى الشرق، فهل لا تجرؤ على الذهاب إلى الغرب؟ هل هو إشغالٌ بمثل هذا المعنى؟ (كلا). ما هو إذًا؟ (إنه يعني أن يحيا الإنسان بحسب ما لدى الله ومَنْ هو الله). خلال هذه السنوات التي دبّر فيها الله الإنسان، وفي عمله على الإنسان حتّى الآن في هذه المرحلة الأخيرة، ما التأثير المنشود على الإنسان من كلّ الكلمات التي تحدّث بها؟ هل التأثير هو أن يحيا الإنسان بحسب ما لدى الله ومَنْ هو الله؟ بالنظر إلى المعنى الحرفيّ لعبارة "الله يشغل قلب الإنسان"، يبدو كما لو أن الله يأخذ قلب الإنسان ويشغله ويعيش فيه ولا يخرج مرّةً أخرى؛ أي يعيش داخله ويصبح سيّد قلب الإنسان ليهيمن عليه ويُدبِّر قلب الإنسان وقتما شاء، ولذلك ينبغي على الإنسان أن يذهب إلى أيّ مكانٍ يطلب منه الله أن يذهب إليه. عند هذا المستوى من المعنى، يبدو كما لو أن كلّ شخصٍ قد أصبح الله، وامتلك جوهر الله وامتلك شخصيّة الله. في هذه الحالة إذًا، هل يمكن للإنسان أيضًا أداء أفعال الله وأعماله؟ هل يمكن تفسير "الإشغال" بهذه الطريقة؟ (كلا). ما هو إذًا؟ إني أسألكم هذا: هل جميع الكلمات والحقّ الذي يُزوِّد به الله الإنسان هو إعلانٌ عن جوهر الله وما لديه ومَنْ هو؟ (نعم). هذا أمرٌ مُؤكّدٌ. ولكن هل جميع الكلمات التي يُزوِّد بها الله الإنسان مُخصّصةٌ لله نفسه كي يعمل بها ومُخصّصةٌ لله نفسه كي يمتلكها؟ فكّر في الأمر قليلاً. عندما يدين الله الإنسان، لأي سبب يفعل هذا؟ من أين جاءت هذه الكلمات؟ ما محتوى هذه الكلمات التي يتحدّث بها الله عندما يدين الإنسان؟ إلى ماذا تستند؟ هل تستند إلى شخصيّة الإنسان الفاسدة؟ (نعم). إذًا هل يستند التأثير الذي تُحقِّقه دينونة الله على الإنسان إلى جوهر الله؟ (نعم). إذًا هل إشغال الله الإنسان عبارةٌ فارغة؟ إنها بالتأكيد ليست كذلك. إذًا لماذا يقول الله هذه الكلمات؟ ما هدفه من قول هذه الكلمات؟ هل يريد استخدام هذه الكلمات لحياة الإنسان؟ (نعم). يريد الله استخدام هذا الحقّ كلّه الذي تكلّم به لحياة الإنسان. عندما يأخذ الإنسان هذا الحقّ كلّه وكلمة الله ويُحوِّلها إلى حياته، هل يمكن للإنسان إذًا أن يطيع الله؟ هل يمكن للإنسان إذًا أن يتّقي الله؟ هل يمكن للإنسان إذًا أن يحيد عن الشرّ؟ عندما يصل الإنسان إلى هذه النقطة، هل يمكنه إذًا أن يطيع سيادة الله وتدبيره؟ هل يكون الإنسان إذًا في وضعٍ يسمح له بالخضوع لسلطان الله؟ عندما يصل أشخاصٌ مثل أيُّوب أو مثل بطرس إلى نهاية طريقهم، عندما يمكن اعتبار أن حياتهم قد وصلت مرحلة النضوج، عندما يكون لديهم فهمٌ حقيقيّ لله – هل لا يزال بإمكان الشيطان أن يُضلِّلهم؟ هل لا يزال بإمكان الشيطان أن يحتلّهم؟ هل لا يزال بإمكان الشيطان أن يتملّكهم بالقوّة؟ (كلا). إذًا، أيّ نوعٍ من الأشخاص هذا؟ هل هذا شخصٌ ربحه الله بالكامل؟ (نعم). عند هذا المستوى من المعنى، كيف ترون مثل هذا الشخص الذي ربحه الله بالكامل؟ من ناحية الله، وفي هذه الظروف، يكون قد شغل بالفعل قلب هذا الشخص. ولكن كيف يشعر هذا الشخص؟ هل يشعر بأن كلمة الله وسلطان الله وطريق الله صارت حياةً في الإنسان ثم تشغل هذه الحياة كيان الإنسان بجملته وتجعل ما يحياه وكذلك جوهره كافيان لإرضاء الله؟ من ناحية الله، هل يشغل قلب الإنسان في هذه اللحظة؟ (نعم). كيف يمكنكم فهم هذا المستوى من المعنى الآن؟ هل روح الله هو من يشغلكم؟ (كلا). ما الذي يشغلكم بالضبط؟ (كلمة الله). إنها طريق الله وكلمة الله. إنها الحقّ التي أصبحت حياتك، وكلمة الله التي أصبحت حياتك. في هذا الوقت، يكون الإنسان لديه الحياة النابعة من الله، لكننا لا نستطيع أن نقول إن هذه الحياة هي حياة الله. وهذا يعني أننا لا نستطيع أن نقول إن الحياة التي يستمدّها الإنسان من كلمة الله هي حياة الله. ولذلك بغضّ النظر عن مدّة اتّباع الإنسان الله، وبغضّ النظر عن عدد الكلمات التي يحصل عليها الإنسان من الله، لا يمكن للإنسان أبدًا أن يصبح الله. أليس هذا صحيحًا؟ (بلى). حتّى إذا قال الله يومًا: "لقد شغلت قلبك، وأنت الآن تمتلك حياتي"، فهل ستشعر حينها أنك الله؟ (كلا). ماذا ستصبح حينها؟ ألن تكون لديك طاعةٌ مطلقة لله؟ ألن يفيض جسمك وقلبك بالحياة التي وهبها لك الله؟ هذا مظهرٌ طبيعيّ جدًّا عندما يشغل الله قلب الإنسان. هذه هي الحقيقة. إذا نظرنا إليها من هذا الجانب، فهل يمكن للإنسان أن يصبح الله؟ (كلا). عندما يكون الإنسان قد حصل على كلمة الله بكاملها، وعندما يستطيع الإنسان أن يتّقي الله ويحيد عن الشرّ، هل يمكن للإنسان حينها أن يمتلك هويّة الله؟ (كلا). هل يمكن للإنسان إذًا أن يمتلك جوهر الله؟ (كلا). بغضّ النظر عمّا يحدث، لا يزال الإنسان هو الإنسان عندما يكون كلّ شيءٍ قد قيل واكتمل. أنت مخلوقٌ؛ وعندما تتلقّى كلمة الله من الله وتتلقّى طريق الله، فأنت لا تملك سوى الحياة التي تنبع من كلمة الله، ولا يمكنك أبدًا أن تصبح الله.
– الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (د)