الكيفيّة التي يستخدم بها الشيطان الاتّجاهات الاجتماعيّة لإفساد الإنسان
متى بدأت الاتّجاهات الاجتماعيّة؟ هل هي ظاهرةٌ جديدة؟ (لا). إذًا، هل يمكن للمرء القول بأن الاتّجاهات الاجتماعيّة ظهرت عندما بدأ الشيطان بإفساد الناس؟ (نعم). ماذا تشمل الاتّجاهات الاجتماعيّة؟ (نمط الملابس والماكياج). هذا شيءٌ غالبًا ما يرتبط به الناس. نمط الملابس والموضة والاتّجاهات، هذا جانبٌ صغير. هل يوجد شيءٌ آخر؟ هل تُحسَب الأقوال الشعبيّة التي كثيرًا ما يتحدَّث عنها الناس أيضًا؟ هل تُحسَب أنماط الحياة التي يرغب الناس فيها؟ هل يُحسَب نجوم الموسيقى والمشاهير والمجلّات والروايات التي يُحبّها الناس؟ (نعم). أيّ جانبٍ من هذه الاتّجاهات برأيكم قادرٌ على إفساد الإنسان؟ أيٌّ من هذه الاتّجاهات أكثر إغراءً لكم؟ يقول بعض الناس: "لقد بلغنا كلُّنا سنًّا مُعيّنًا، فنحن في الأربعينات أو الخمسينات أو الستينات أو السبعينات أو الثمانينات من العمر ولا يمكننا الملاءمة مع هذه الاتّجاهات وهي لا تلفت انتباهنا فيما بعد". هل هذا صحيحٌ؟ يقول آخرون: "نحن لا نتابع المشاهير، فهذا شيءٌ يفعله الشباب في سنّ المراهقة وفي العشرينات من عمرهم؛ ونحن أيضًا لا نرتدي ملابس عصريّة، فهذا ما يفعله الأشخاص الذين يُحبّون الصور". أيٌّ من هذه الأشياء يمكنه إفسادكم إذًا؟ (الأقوال الشعبيّة). هل يمكن لهذه الأقوال إفساد الناس؟ إليكم واحدًا منها، ويمكنكم أن تروا ما إذا كان يُفسِد الناس أم لا: "المال يجعل العالم يدور"؛ هل هذا اتّجاهٌ؟ أليس هذا أسوأ بكثيرٍ بالمقارنة مع اتّجاهات الموضة والطعام التي ذكرتموها؟ (بلى). القول بأن "المال يجعل العالم يدور" هو فلسفة الشيطان، وهو يسود بين جميع البشر وسط كلّ مجتمعٍ بشريّ. يمكنك القول بأنه اتّجاهٌ لأنه انتقل إلى الجميع وهو الآن مُثبّتٌ في قلوبهم. انتقل الناس من عدم قبول هذا القول إلى الاعتياد عليه حتَّى إنهم عندما تواصلوا مع الحياة الواقعيّة وافقوا عليه موافقةً ضمنيّة واعترفوا بوجوده وأخيرًا ختموه بختم موافقتهم. أليست هذه العمليّة من الشيطان تُفسِد الإنسان؟ ربّما لا يفهم الناس هذا القول بالدرجة نفسها، ولكن الجميع لديه درجاتٌ مختلفة من التفسير والإقرار بهذا القول استنادًا إلى الأشياء التي حدثت من حولهم ومن تجاربهم الشخصيّة، أليس كذلك؟ بغضّ النظر عن مدى تجربة المرء مع هذا القول، ما التأثير السلبيّ الذي يمكن أن يُحدِثه في قلبه؟ (الناس يُقدِّرون المال). ينكشف شيءٌ ما من خلال الشخصيّة البشريّة للناس في هذا العالم، بما في ذلك كلّ واحدٍ منكم. كيف يُفسَّر هذا؟ إنها عبادة المال. هل من الصعب إخراجها من قلب شخصٍ ما؟ صعبٌ جدًّا! يبدو أن إفساد الشيطان للإنسان شاملٌ بالفعل! إذًا، بعد أن يستخدم الشيطان هذا الاتّجاه لإفساد الناس، كيف يظهر فيهم؟ ألا تشعرون أنه لا يمكنكم البقاء في هذا العالم دون أيّ مالٍ، لدرجة أنه حتَّى لو كان يومًا واحدًا سيكون الأمر مستحيلاً؟ (بلى). تستند مكانة الناس إلى مقدار المال الذي يملكونه مقابل احترام الآخرين لهم. تنحني ظهور الفقراء خجلاً في حين ينعم الأغنياء بمكانتهم الرفيعة. يقفون شامخين وفخورين ويتحدَّثون بصوتٍ عال ويعيشون بكبرياءَ. ما الذي ينقله هذا القول والاتّجاه للناس؟ ألا يرى الكثير من الناس أن الحصول على المال يستحقّ أيّة تكلفةٍ؟ ألا يُضحّي الكثير من الناس بكرامتهم ونزاهتهم في سبيل السعي وراء المزيد من المال؟ ألا يخسر الكثير من الناس الفرصة لأداء واجبهم واتّباع الله من أجل المال؟ أليست هذه خسارةً للناس؟ (بلى). أليس الشيطان شرّيرًا لاستخدام هذه الطريقة وهذا القول لإفساد الإنسان إلى هذه الدرجة؟ أليست هذه خدعةً خبيثة؟ فيما تنتقل من الاعتراض على هذا القول الشائع إلى قبوله أخيرًا باعتباره حقيقةً، يقع قلبك بالكامل تحت قبضة الشيطان وبالتالي سوف تعيش دون قصدٍ بحسب قواعده. إلى أيّة درجةٍ أثّر هذا القول فيك؟ ربّما تعرف الطريق الصحيح، وربّما تعرف الحقّ، ولكنك تعجز عن اتّباعه. ربّما تعرف بوضوحٍ كلمة الله، ولكنك غير راغبٍ في دفع الثمن، وغير راغبٍ في المعاناة لدفع الثمن. وتُفضِّل بدلاً من ذلك التضحية بمستقبلك ومصيرك بعصيان الله حتَّى النهاية. بغضّ النظر عمّا يقوله الله، وبغضّ النظر عمّا يفعله الله، وبغضّ النظر عن مدى إدراكك بأن محبّة الله لك عميقةٌ وعظيمة، سوف تظلّ مستكملاً المسير في عنادٍ ودافعًا ثمن هذا القول. وهذا يعني أن هذا القول يتحكَّم بالفعل بسلوكك وأفكارك، وأنك تُفضِّل لهذا القول أن يتحكَّم بمصيرك على أن تتخلَّى عنه. يفعل الناس هذا، فهذا القول يتحكَّم بهم ويتلاعب بهم. أليس هذا تأثير الشيطان بإفساد الناس؟ أليست هذه فلسفة الشيطان وشخصيّته الفاسدة المُتجذِّرة في قلبك؟ إذا فعلت هذا، ألا يكون الشيطان قد حقَّق هدفه؟ (بلى). هل ترى كيف أفسد الشيطان الإنسان بهذه الطريقة؟ (لا). لم ترَ هذا. هل يمكنك أن تشعر بذلك؟ (لا). لم تشعر بهذا. هل ترى شرّ الشيطان هنا؟ (نعم). الشيطان يُفسِد الإنسان في جميع الأوقات وفي جميع الأماكن. يجعل الشيطان من المستحيل على الإنسان الدفاع ضدّ هذا الفساد ويجعل الإنسان عاجزًا أمامه. يجعلك الشيطان تقبل أفكاره ووجهات نظره والأشياء الشرّيرة التي تأتي منه في المواقف التي تكون فيها بلا درايةٍ وعندما لا يكون لديك إدراكٌ بما يحدث لك. يقبل الناس هذه الأشياء تمامًا بلا استثناءٍ. إنهم يعتزّون بهذه الأشياء ويتعاملون معها على أنها كنزٌ، ويسمحون لهذه الأشياء بأن تتلاعب بهم وتلهو بهم، وهكذا يصبح إفساد الشيطان للإنسان أعمق وأعمق.
– الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (هـ)