هل تشعر بالقلق أو الخوف من أن يُضلك مسيح كاذب، عندما تسمع شخصًا ما يشهد أن الرَّب قد عاد، ولهذا لا تسعى أو تحقِّق في الأمر؟
من ناحية أخرى، هل فكرت يومًا في حقيقة أنه على الرغم من أن الرب يسوع قد تنبأ بأن المُسحاء الكَذَبة سيظهرون ليضلوا الناس في الأيام الأخيرة، فقد أخبرنا أيضًا بوضوح أنه سيأتي مرة أخرى، ويجب أن نكون مستعدين في جميع الأوقات؟ إذا كنا متحفظين دائمًا، ألن يكون من السهل جدًا أن نغلق الباب فحسب في وجه الرب؟
في الواقع، أن تكون سلبيًا ومتحفظًا في مسألة الترحيب بالرب ليس حلًا على الإطلاق. المهم هو معرفة جوهر المسيح حتى نتمكن من الترحيب بالرب دون أن ننخدع بأي مسيح كاذب. هل تعرف إذن كيف تتعرف على جوهر المسيح؟ دعونا نقدم شركة معًا في هذا الجانب من الحق.
هناك مقطعان من كلمات الله يتعاملان مع معرفة جوهر المسيح. يقول الله: "يُسمَّى الله المُتجسِّد بالمسيح، والمسيح هو الجسد الذي ارتداه روح الله. هذا الجسد لا يُشبه أي إنسان من جسدٍ. هذا الاختلاف هو بسبب أن المسيح ليس من لحمٍ ودمٍ، بل إنه تَجسُّد الروح. له طبيعة بشرية عادية ولاهوت كامل. لاهوته لا يمتلكه أي إنسان. تحتفظ طبيعته البشرية بكل أنشطته الطبيعية في الجسد، في الوقت الذي يضطلع فيه لاهوته بعمل الله نفسه. وسواء أكانت طبيعته البشرية أم لاهوته، فكلاهما يخضعان لإرادة الآب السماوي. إن جوهر المسيح هو الروح، أي اللاهوت. لذلك، فإن جوهره من جوهر الله نفسه، ولن يعطِّل هذا الجوهر عمله، ولا يمكنه أن يفعل ما يدمّر عمله، كما أنه لن ينطق بأي كلمات تتعارض مع مشيئته الخاصة".
"ذاك الذي هو الله المُتجسّد يحمل جوهر الله، وذاك الذي هو الله المُتجسّد يحمل تعبير الله. بما أنَّ الله يصير جسدًا، فسوف يُنجِز العمل الذي يجب أن يُتمِّمَهُ. وحيث إن الله يصير جسدًا، فسوف يعبِّر عن ماهيته، وسيكون قادرًا على جلب الحق للبشر، ومنحهم الحياة، وإظهار الطريق لهم. الجسد الذي لا يحتوي على جوهر الله هو بالتأكيد ليس الله المُتجسّد؛ هذا أمرٌ لا شك فيه. للتحقق ممّا إذا كان هذا جسد الله المُتجسّد، يجب على الإنسان أن يحدّد هذا من الشخصية التي يعبِّر عنها والكلمات التي يتحدَّث بها. أي أنه سواء كان جسد الله المُتجسّد أم لا، وسواء كان الطريق الحق أم لا، فيجب الحُكم على هذين الأمرين من جوهره. ومن ثمّ، من أجل تحديد إذا ما كان هذا هو جسد الله المُتجسّد، علينا أن ننتبه إلى جوهره (عمله وكلامه وشخصيته والعديد من الأمور الأخرى) بدلاً من مظهره الخارجي. إن رأى الإنسان فقط مظهر الله الخارجي، وتغاضى عن جوهره، فهذا يُظهر جهل الإنسان وسذاجته".
أدركت من كلام الله أن المسيح هو الله المتجسد نفسه، وأنه روح الله اللابس الجسد، في صورة إنسان عادي وطبيعي. يعيش المسيح بيننا نحن البشر بطريقة عملية. إنه يأكل، ويُلبس نفسه، ويعيش كشخص عادي. لديه روتين الشخص العادي وينمو مثل أي شخص آخر. لا يوجد ما يميّزه عن أي شخص آخر من الخارج. لكن المسيح يمتلك جوهرًا إلهيًا. إنه تجسيد الحق. إن شخصية الله، وما لدى الله ومن هو، وقدرة الله وحكمته كلها في هذه الهيئة الجسدية. هكذا يستهل المسيح عصرًا جديدًا وينهي القديم؛ هذه هي الطريقة التي يمكن بها للمسيح أن يعبّر عن الحق ليروي البشرية ويقوتها، في أي مكان وفي أي وقت. وحده المسيح يمكنه التعبير عن الحق ليقوم بعمل فداء البشر وخلاصهم، وهذا شيء لا يمكن لمسيح كاذب أن يحاكيه. هذا هو السبب في أننا يجب أن نكون متأكدين تمامًا في التمييز بين المسيح الحقيقي والمُسحاء الكَذَبة، أنه مهما بدا جسده شائعًا وغير مهم، فما دام يعبِّر عن الحق ويوفر القوت لحياة الناس، فهو المسيح. إنه ظهور الله. كل أولئك الذين لا يستطيعون التعبير عن الحق هم مُسَحاء كَذَبة دون أدنى شك. إذا تمسَّكنا بهذا المبدأ، فلا داعي للخوف من التضليل.
إنه تمامًا مثلما جاء الرب يسوع جاء في الجسد ليعمل. على الرغم من أنه بدا كشخص عادي من الخارج، إلا أنه أنهى عصر الناموس واستهل عصر النعمة، وجاء بطريق التوبة للبشر، وعبّر عن شخصيتي المحبة والرحمة. وقام بعمل الصلب لفداء البشرية بأسرها. عاش الرب يسوع بين الناس بطريقة عملية. كان قادرًا على التعبير عن الحق في أي مكان وفي أي وقت، وإرشاد الناس إلى الغفران والتسامح؛ وأن يغفروا للآخرين سبعين مرة سبع مرات، وأن يحبوا الآخرين كأنفسهم، وأكثر من ذلك. بعد قبول الحقائق التي عبَّر عنها الرب، عرفوا كيف يعترفون للرب، وكيف يعبدون الرب بالروح والحق، وكيف يتوافقون مع الآخرين. ليست هذه سوى البداية. ربح الجميع القوت في حياتهم. طالما تمكن الناس من تطبيق تعاليم الرب يسوع، فيمكنهم ربح بركات من الله، والعثور على السلام والفرح في أرواحهم، ويمكنهم تطوير علاقة أوثق كثيرًا مع الله. لم تكن الحقائق التي عبَّر عنها الرب يسوع متوفرة في عصر الناموس، وهذه الحقائق أعطت الناس في عصر النعمة طريقًا جديدًا للممارسة. من خلال ممارسة هذه الحقائق والدخول فيها، يمكن للناس أن يكتسبوا حياة جديدة. هكذا نعرف أن الرب يسوع كان الطريق والحق والحياة، وأنه كان المسيح وفادي البشرية.
وحدها الآن كنيسة الله القدير تشهد علانية أن الرب يسوع قد عاد، وأنه مسيح الأيام الأخيرة؛ الله القدير. لقد أتى الله هذه المرة ليختتم عصر النعمة ويستهل عصر الملكوت، ويقوم بعمل الدينونة ابتداءً من بيت الله على أساس عمل الفداء للرب يسوع. يتمحور عمل دينونة الله في الأيام الأخيرة حول التعبير عن الحق، والتعبير عن الكلمات لدينونة البشرية. إنه يدين ويكشف الطبيعة الشيطانية للبشرية في معارضة الله وخيانته، وحقيقة إفساد الشيطان للإنسان. يعلن هذا تمامًا شخصية الله القدوسة البارّة التي لن تتهاون مع أي إثم. يشارك الله كل الحقائق مع البشر الفاسدين حتى يمكنهم جميعًا أن يتطهروا ويخلُصوا بالكامل. تتضمن هذه الحقائق أسرار مراحل عمل الله الثلاث، وأسرار التجسد، وكيف يخلِّص الله البشرية، وكيف يفسِد الشيطان البشرية، وكيف يقوم الله بعمل الدينونة في الأيام الأخيرة، وكيف يمكن للناس الخضوع لله وإرضائه، و كيف يخافون الله ويحيدون عن الشر. تكشف هذه الحقائق أيضًا ما يعنيه "المسيّا"، ومن يمكنه الدخول إلى ملكوت السموات، ومن سيُقصَى، وماذا ستكون آخرة كل نوع من الناس وغايته، وأكثر. يتمم عمل الله القدير تمامًا نبوتي الرب يسوع: "إِنَّ لِي أُمُورًا كَثِيرَةً أَيْضًا لِأَقُولَ لَكُمْ، وَلَكِنْ لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا ٱلْآنَ. وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ ٱلْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ ٱلْحَقِّ، لِأَنَّهُ لَا يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ، وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ" (يوحنا 16: 12-13). و"مَنْ رَذَلَنِي وَلَمْ يَقْبَلْ كَلَامِي فَلَهُ مَنْ يَدِينُهُ. اَلْكَلَامُ ٱلَّذِي تَكَلَّمْتُ بِهِ هُوَ يَدِينُهُ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ" (يوحنا 12: 48). ومكتوب في 1 بطرس 4: 17: "لِأَنَّهُ ٱلْوَقْتُ لِٱبْتِدَاءِ ٱلْقَضَاءِ مِنْ بَيْتِ ٱللهِ". من خلال دراسة دينونة كلام الله القدير وتوبيخه، لا نفهم فقط الحقائق التي لم نفهمها أبدًا في إيماننا من قبل، بل نربح أيضًا بعض الفهم لحقيقة إفساد الشيطان لنا، وأصل خطايانا، وشخصية الله البارة. نستطيع أن نكره أنفسنا حقًا من الداخل، ونصير على استعداد لإخلاء ذواتنا، من أجل تطبيق كلام الله. ثم تتغير شخصياتنا الفاسدة تدريجيًا؛ ونربح بعض الخضوع لله ومخافته، ونحيا قليلًا بحسب الشبه الإنساني. يمكن لجميع الإخوة والأخوات الذين اختبروا عمل الله في الأيام الأخيرة أن يتحققوا بالفعل من أن الحقائق التي عبَّر عنها الله القدير يمكنها حقًا تطهير الناس وتغييرهم، ويمكنها تخليصنا من قوى الشيطان. إذا لم يكن هذا هو الله نفسه، فمن يستطيع أن يعرف خطة تدبير الله ذات الستة آلاف عام؟ من سواه يمكنه كشف أصل خطية البشرية؟ من سواه يستطيع أن يخلص البشرية من قيود الخطية؟ وحده المسيح يمكنه أن ينهي عصرًا قديمًا ويستهل عصرًا جديدًا. وحده المسيح يمكنه التعبير عن الحق لإخضاع الناس وتطهيرهم وتغييرهم. وهكذا يتضح أن الله القدير هو الرب يسوع العائد. إنه مسيح الأيام الأخيرة، هو ظهور الله في الجسد.
لكن المسيح الكاذب هو تجسيد لروح شرير. بغض النظر عن أنواع الآيات أو العجائب التي قد يكون قادرًا على إظهارها، أو مهما كان يشهد أنه المسيح، فلا يمكنه أبدًا أن يمتلك جوهر الله. لا يمكنه التعبير عن كل الحقائق ليدين البشرية ويخلِّصها، ولا يمكنه أن يقوم بعمل دينونة الله في الأيام الأخيرة، لا يمكنه أن يكشف شخصيات البشرية الشيطانية، ولا يمكنه أن يوجه الناس نحو طريق تغيير الشخصية. ولا يمكنه، على وجه الخصوص، أن يستهل عصرًا جديدًا أو ينهي القديم. مهما كانت الكيفية التي قد يعلن بها نفسه على أنه المسيح، فهو كاذب، وليس للبشر القول الفصل فيما هو صحيح وما هو خطأ. كما يقول الله القدير: "ليس المسيح صورة الله على الأرض فحسب، ولكنَّه أيضًا الجسد الخاص الذي يتّخذه الله أثناء تنفيذ عمله وإتمامه بين البشر. وهذا الجسد ليس جسدًا يمكن أن يحل محله أي إنسانٍ عادي، لكنه جسد يستطيع إنجاز عمل الله على الأرض بشكل كامل، والتعبير عن شخصية الله، وتمثيله تمثيلاً حسنًا وإمداد الإنسان بالحياة. عاجلاً أم آجلاً، سوف يسقط أولئك الذين ينتحلون شخصية المسيح، لأنهم ورغم ادعائهم بأنهم المسيح، إلا أنهم لا يملكون شيئًا من جوهر المسيح. لذلك أقول أن الإنسان لا يستطيع تحديد حقيقة المسيح، لأن الله نفسه هو الذي يقررها". لا يمكن لجوهر المسيح وجوهر المُسَحاء الكَذَبة أن يكون أكثر اختلافًا من هذا. ما دمنا ندرك أن المسيح هو تجسيد الحق، وأن من يستطيع أن يعبِّر عن الحق، وأن يرشد الناس للطريق، ويمنح الناس حياة جديدة هو المسيح، فلا داعي للخوف من تضليل مسيح كاذب.
سُجِّلت الآن كلمات الله القدير في كتاب: "الكلمة يظهر في الجسد". تُرجِم هذا الكتاب إلى العديد من اللغات، وهو يشهد علانية لظهور الله وعمله للبشرية بأسرها. قال الرب يسوع: قال الرب يسوع: "خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي، وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي" (يوحنا 10: 27). إذا أردنا التأكد مما إذا كان الله القدير هو مسيح الأيام الأخيرة، فيمكننا قراءة المزيد من كلام الله القدير، ومعرفة ما إذا كانت الكلمات التي يعبِّر عنها هي الحق وما إذا كانت صوت الله. بهذه الطريقة يمكننا أن نكون العذارى الحكيمات القادرات على الترحيب بالرب. ولكن إذا رفضنا السعي للطريق الحق والتحقيق فيه خوفًا من أن يُضلنا مسيح كاذب، فعندما ينتهي عمل الله، سنجد أننا وقعنا في الكوارث العظيمة، ونبكي ونصرّ على أسناننا.
ملاحظة المحرِّر: أنا على يقين من أننا تعلمنا جميعًا شيئًا عن هوية المسيح وكيفية التعرف على جوهره بعد قراءة هذا المقال. إذا كنت ترغب في معرفة المزيد عن الحقائق للتمييز بين المسيح الحقيقي والمُسحاء الكَذَبة، يرجى مشاهدة هذين العرضين الكوميديين: "لا يمكن للحق أن يكون كذبًا"، و"التضور جوعًا خوفًا من الاختناق". يمكنك أيضًا النقر فوق أحد الأزرار أدناه للتواصل معنا. نود أن نواصل استكشاف هذه الأسئلة معك.