إذا أصغى الناس إلى مشاعر ضمائرهم فحسب، فلن يشعروا بجمال الله؛ وإذا كانوا يعتمدون على ضمائرهم فقط، فستكون محبتهم لله ضعيفةً. إن كنتَ تتحدث فقط عن ردّ نعمة الله ومحبته، فلن يكون لديك أي دافع في محبتك له؛ إذ أن محبتك له على أساس مشاعر ضميرك هو نهج سلبي. لماذا أقول إنه نهج سلبي؟ إنها قضية عملية. ما نوع محبتك لله؟ أليس مجرد خداع لله وتقديم عبادة شكلية له؟ يعتقد معظم الناس أنه ما دامت لا توجد مكافأة مقابل محبة الله، وسيتم توبيخ المرء كذلك لعدم محبته لله، إذن فإن مجرد الامتناع عن الخطيَّة هو عمومًا أمر جيد بما فيه الكفاية. ومن ثمَّ فإن محبة الله وردَّ محبته على أساس مشاعر ضمير المرء هو نهج سلبي وما يأتي من قلبه تلقائيًا ليس محبة تجاه الله. يجب أن تكون محبة الله شعورًا حقيقيًا نابعًا من أعماق قلب الشخص. يقول بعض الناس: "أنا شخصيًا مستعد لمواصلة السعي إلى الله واتباعه. حتى لو كان الله يريد أن يتخلى عني الآن، فمع ذلك سوف أتبعه. وسواء أكان يريدني أم لا، سأظل أحبه، وفي النهاية يجب أن أربحه. أقدم قلبي إلى الله، وبغض النظر عمّا يفعله، سأتبعه طوال حياتي. ومهما كان، يجب أن أحب الله وأن أربحه؛ إذن لن أرتاح حتى أربحه". هل لديك هذا النوع من التصميم؟
طريق الإيمان بالله هو ذاته طريق محبته. إذا كنت تؤمن به فيجب أن تحبه؛ لكن لا تشير محبته إلى ردَّ محبته أو محبته على أساس مشاعر ضميرك فحسب – بل إنها محبة نقية لله. أحيانًا يكون الناس عاجزين عن الشعور بمحبة الله بناء على مشاعرهم فحسب. لماذا كنت أقول دائمًا: "هل يحرّك روح الله أرواحنا"؟ لماذا لم أتحدث عن تحريك ضمائر الناس ليحبوا الله؟ ذلك لأن ضمائر الناس لا يمكن أن تشعر بمحبة الله. إذا لم تكن مقتنعًا بهذه الكلمات، فحاول استخدام ضميرك لتشعر بمحبته، قد يكون لديك بعض الدافع في الوقت الراهن، ولكنه سرعان ما سيختفي. إن كنت لا تشعر بجمال الله إلا باستخدام ضميرك، فسيكون لديك دافع أثناء صلاتك، ولكنه سرعان ما سيتلاشى بعد ذلك ويختفي. ما سبب ذلك؟ إن كنت تستخدم ضميرك فحسب، فلن تتمكن من إيقاظ محبتك لله؛ عندما تشعر حقًا بجماله في قلبك، فستتحرك روحك بواسطته، ووقتها فقط سيكون ضميرك قادرًا على لعب دوره الأصلي، وهذا يعني أنه عندما يُحرك الله روح الإنسان، وعندما يملك الإنسان المعرفة والتشجيع في قلبه، أي عندما يكون قد اكتسب الخبرة، عندئذ فقط سيكون قادرًا على محبة الله بضميره بفعالية. محبة الله بضميرك ليست خطأ – ولكن هذا هو أدنى مستوى من المحبة لله. المحبة عبر "مجرد تحقيق العدالة لنعمة الله" ببساطة لن يدفع الإنسان إلى الدخول الفعّال. عندما ينال الناس بعضًا من عمل الروح القدس، أي عندما يرون محبة الله ويشعرون بها في خبرتهم العملية، وعندما تكون لديهم بعض المعرفة عن الله ويرون أن الله يستحق فعلاً محبة البشر وإلى أي مدى هو محبوب، عندئذٍ فقط يكونون قادرين على محبة الله محبةً حقيقيةً.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. المحبة الحقيقية لله محبةٌ عفويةٌ
طريق الإيمان بالله هو طريق محبَّته. إذا كنت تؤمن بالله، فيجب أنْ تحبَّه.
1
محبَّة الله لا تعني مجرَّد مبادلته المحبَّة، ولا أنْ تحبَّه بالضَّمير، بل أنْ تملك محبَّةً نقيَّةً له. الضَّمير لن يوقظ المحبَّة لله. عندما تشعر كم هو الله محبوب، يلمس روحك، وسيلعب ضميرك دوره. المحبَّة الحقيقيَّة لله تنبع مِن أعماق القلب. إنَّها المحبَّة القائمة على معرفة الإنسان الحقيقيَّة بالله.
2
حين يحرِّك الله روح البشر، ويحصلون على المعرفة في قلوبهم، يمكنهم أنْ يحبُّوا الله بضميرٍ بعد اكتساب الخبرة. محبَّة المرء لله بضميره ليست خطأً، لكنَّها محبَّةٌ ضعيفة، فهي تنصف نعمة الله فقط، لكنْ لا يمكنها تحفيز دخول الإنسان. المحبَّة الحقيقيَّة لله تنبع مِن أعماق القلب. إنَّها المحبَّة القائمة على معرفة الإنسان الحقيقيَّة بالله.
3
حين ينال النَّاس عمل الرُّوح، ويرون ويتذوَّقون محبَّة الله، حين يعرفون الله، يمكن أنْ يحبُّوه بحق. حين يرون أنَّ الله جدير، جديرٌ جدًّا بمحبَّة البشر، ويرون كم هو محبوب، يمكنهم أنْ يحبُّوا الله بحق. المحبَّة الحقيقيَّة لله تنبع مِن أعماق القلب. إنَّها المحبَّة القائمة على معرفة الإنسان الحقيقيَّة بالله.
4
مَن لا يفهمون الله، يمكنهم أنْ يحبُّوه بناءً على مَفاهيمهم وما يحلو لهم، تلك المحبَّة ليست حقيقيَّة. بمجرَّد أنْ يفهم أحدهم الله، فهذا يظهر أنَّ قلبه تحوَّل إلى الله. المحبَّة الَّتي في قلبه حقيقيَّةٌ وعفويَّة. فقط هذا النَّوع مِن الأشخاص هو شخصٌ يسكن الله قلبه. المحبَّة الحقيقيَّة لله تنبع مِن أعماق القلب. إنَّها المحبَّة القائمة على معرفة الإنسان الحقيقيَّة بالله.
من "اتبعوا الحمل ورنموا ترنيمات جديدة"