إذا لم يكن للعمل الكثير والكلمات الكثيرة أي تأثير عليك، فلن تكون قادرًا على أداء واجبك عندما يحين الوقت لنشر عمل الله، وسوف تكون مخزيًا ومهانًا. في ذلك الوقت، ستشعر أنك مدين لله بالكثير، وأن معرفتك بالله سطحية جدًا. إذا كنت لا تسعى وراء معرفة الله اليوم، بينما هو يعمل، فسيكون الأوان قد فات لاحقًا. وفي النهاية، لن يكون لديك أي معرفة تتحدث عنها، سوف تُترك فارغًا، بدون أي شيء. ما الذي ستستخدمه إذًا لتخبر عن الله؟ هل تجرؤ على النظر لله؟ يجب أن تعمل بجد في سعيك الآن حتى تدرك في النهاية، مثل بطرس، مدى فائدة توبيخ الله ودينونته للإنسان، وأنه بدون توبيخه ودينونته، لا يمكن خلاص الإنسان، ولا يمكنه إلا أن يغرق في أرض الدنس، في طين الحمأة، أكثر من أي وقت مضى. لقد أفسد الشيطان البشر، فخدعوا بعضهم بعضًا، واستخفوا ببعضهم بعضًا، وفقدوا خوفهم لله، وأصبح عصيانهم عظيمًا جدًا، وصار لديهم تصورات كثيرة جدًا، وانتموا جميعًا إلى الشيطان. بدون توبيخ الله ودينونته، لا يمكن تطهير شخصية الإنسان الفاسدة، ولا يمكن خلاصه. ما يعبّر عنه عمل الله المُتجسِّد في الجسد هو ما يعبّر عنه الروح بالتحديد، وهو ينفّذ العمل الذي يقوم به وفقًا لما يعمله الروح. اليوم، إذا لم يكن لديك معرفة بهذا العمل، فأنت أحمق جدًا، وقد خسرت الكثير! إن لم تكن قد حصلت على خلاص الله، فإن اعتقادك هو الإيمان الديني، وأنت مسيحي بالديانة. ولأنك تتمسك بعقيدة ميتة، فقد فقدت العمل الجديد للروح القدس؛ أما الآخرون الذين يسعون إلى محبة الله فإنهم قادرون على نيل الحق والحياة، بينما لا يمكن لإيمانك الحصول على استحسان الله. وبدلًا من ذلك، فقد أصبحت شريرًا، شخصًا يرتكب أعمالًا مدمرة وبغيضة، وقد صرت مؤخرًا أضحوكة الشيطان، وأسيرًا عنده. ليس الهدف أن يؤمن الإنسان بالله، بل أن يحبه ويسعى له ويعبده. إن كنت لا تسعى اليوم، فإنه سيحين اليوم الذي فيه تقول: "يا ليتني اتبعت الله بطريقة صحيحة، وأرضيته بطريقة صحيحة. يا ليتني سعيت لتغييرات في شخصية حياتي. كم أنا نادم على عدم القدرة على الخضوع لله في ذلك الوقت، وعدم السعي إلى معرفة كلمة الله. لقد تحدث الله كثيرًا في ذلك الوقت؛ فكيف لم أسع؟ لقد كنت غبيًا جدًا!" سوف تكره نفسك إلى نقطة معينة. اليوم، أنت لا تصدق الكلمات التي أقولها، ولا توليها أي اهتمام؛ عندما يحين اليوم لانتشار هذا العمل، وتراه بأكمله، فسوف تندم، وحينها ستصاب بالذهول. توجد بركات، لكنك لا تعرف أن تستمتع بها، ويوجد الحق، ولكنك لا تسعى إليه. ألا تجلب الازدراء على نفسك؟ واليوم، مع أن الخطوة التالية من عمل الله لم تبدأ بعد، فلا يوجد ما هو استثنائي فيما يتعلق بالمطالب التي عليك إتمامها وما أنت مطالب بأن تحياه. يوجد الكثير من العمل، والعديد من الحقائق؛ أليست هذه الأمور جديرة بأن تعرفها؟ ألا يستطيع توبيخ الله ودينونته إيقاظ روحك؟ ألا يستطيع توبيخ الله ودينونته حثك على بُغض نفسك؟ هل أنت راضٍ عن العيش تحت مُلك الشيطان في سلام وفرح وراحة جسدية قليلة؟ ألست أحقر الناس جميعًا؟ لا أحد أحمق أكثر من أولئك الذين يرون الخلاص ولكنهم لا يسعون للحصول عليه؛ إنهم أناس ينهمون لإشباع أجسادهم ويستمتعون بالشيطان. إنك تأمل ألا يؤدي إيمانك بالله إلى مواجهة أي تحديات أو ضيقات، أو أدنى مشقة. وتسعى دائمًا لتلك الأشياء التي لا قيمة لها، ولا تعلق أي قيمة على الحياة، بل تضع أفكارك المتطرفة قبل الحق. إنك بلا قيمة، وتعيش مثل خنزير – ما الفرق بينك وبين الخنازير والكلاب؟ أليس أولئك الذين لا يسعون وراء الحق، بل يحبون الجسد، جميعهم وحوشًا؟ أليس أولئك الموتى بدون أرواح هم جميعهم جثثًا متحركة؟ كم عدد الكلمات التي نُطقت بينكم؟ هل ما تم بينكم هو مجرد عمل صغير؟ كم مقدار ما قدمته بينكم؟ ولماذا لم تقتنوه؟ ما الذي لديك لتشكو منه؟ أليست القضية أنك لم تفز بشيء لأنك معجب أيضًا بالجسد؟ أليس لأن أفكارك متطرفة للغاية؟ أليس لأنك غبي جدًا؟ إن كنت غير قادر على اقتناء هذه البركات، فهل يمكنك إلقاء اللوم على الله لأنه لم يُخلِّصك؟ ما تسعى إليه هو أن تكون قادرًا على تحقيق السلام بعد أن تؤمن بالله – وأن يخلو أطفالك من المرض، وأن يحصل زوجك على عمل جيد، وأن يجد ابنك زوجة صالحة، وأن تجد ابنتك زوجًا لائقًا، وأن يحرث ثيرانك وخيولك الأرض جيدًا، وأن يستمر الطقس الجيد لمدة عام من أجل محاصيلك. هذا ما تسعى إليه. ليس سعيك إلا للعيش في راحة، ولكيلا تلحق الحوادث بعائلتك، وأن تمر الرياح بجوارك، وألا تلمس حبيبات الرمل وجهك، وألا تغمر المياه محاصيل عائلتك، وألا تتأثر بأي كارثة، وأن تعيش في حضن الله، وتعيش في عُش دافئ. هل جبان مثلك، يسعى دائمًا للجسد، هل لديك قلب، لديك روح؟ ألست وحشًا؟ إنني أعطيك الطريق الصحيح دون طلب أي شيء في المقابل، ولكنك لا تسعى في إثره. هل أنت واحد من أولئك الذين يؤمنون بالله؟ إنني أمنحك الحياة الإنسانية الحقيقية، ولكنك لا تسعى. ألست مجرد خنزير أو كلب؟ لا تسعى الخنازير إلى حياة الإنسان، فهي لا تسعى إلى التطهير، ولا تفهم ماهية الحياة. بعد أن تتناول طعامها في كل يوم فإنها تنام ببساطة. لقد أعطيتك الطريق الصحيح، ولكنك لم تقتنه: إنك خالي الوفاض. هل أنت على استعداد للاستمرار في هذه الحياة، حياة الخنازير؟ ما هي أهمية أن يبقى هؤلاء الناس على قيد الحياة؟ حياتك مزرية وحقيرة، وتعيش وسط الدنس والفسق، ولا تسعى لأي أهداف؛ أليست حياتك هي أحقر حياة؟ هل أنت تجرؤ على النظر لله؟ إذا واصلت اختبارك بهذه الطريقة، فهل ستكتسب أي شيء؟ لقد أعطي لك الطريق الصحيح، لكن ما إذا كنت تقتنيه أو تخسره إنما يعتمد في النهاية على سعيك الشخصي.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. اختبارات بطرس: معرفته بالتوبيخ والدينونة