ما الذي تجلبه الأساليب التي يستخدمها الشيطان لإفساد الناس للبشر؟ هل يوجد أيّ شيءٍ إيجابيّ بخصوص ذلك؟ (لا). أوّلاً، هل يستطيع الإنسان التفريق بين الخير والشرّ؟ أنت ترى أنه في هذا العالم، سواء كان يوجد شخصٌ عظيم أو مجلَّةٌ ما، سوف يقولون إن هذا أو ذاك طيّب أو شرّير، هل ذلك دقيقٌ؟ هل ذلك صحيحٌ؟ (لا). هل تقييماتهم للأحداث وللناس عادلةٌ؟ هل يوجد حقٌّ في ذلك؟ (لا). هل يُقيِّم هذا العالم أو الإنسانيّة الأشياء الإيجابيّة والسلبيّة على أساس معيار الحقّ؟ (لا). لماذا لا يمتلك الناس تلك القدرة؟ لقد درس الناس الكثير جدًّا من المعرفة ويعرفون الكثير عن العلم، ألا تكون قدراتهم كبيرة بما فيه الكفاية؟ لماذا لا يمكنهم التفريق بين الأشياء الإيجابيّة والسلبيّة؟ لماذا هذا؟ (لأن الناس ليس لديهم الحقّ؛ فالعلم والمعرفة ليسا الحقّ). كلّ شيءٍ يجلبه الشيطان للإنسانيّة هو الشرّ والفساد ويفتقر إلى الحقّ والحياة والطريق. مع الشرّ والفساد الذي يجلبه الشيطان للإنسان، هل يمكنك أن تقول إن الشيطان لديه محبّةٌ؟ هل يمكنك أن تقول إن الإنسان لديه محبّةٌ؟ قد يقول بعض الناس: "أنت مخطئٌ، فهناك الكثير من الناس في جميع أنحاء العالم الذين يساعدون الفقراء أو المُشرَّدين. أليس أولئك أناسٌ طيّبون؟ توجد أيضًا مُنظَّماتٌ خيريّة تُقدِّم أعمالاً صالحة، أليس كلّ العمل الذي تُقدِّمه من أجل الخير؟" ماذا نقول عن ذلك إذًا؟ يستخدم الشيطان العديد من الأساليب والنظريّات المختلفة لإفساد الإنسان؛ هل هذا الإفساد للإنسان مفهومٌ غامض؟ لا، ليس غامضًا. يعمل الشيطان أيضًا بعض الأشياء العمليّة، كما أنه يُعزِّز وجهة نظر أو نظريّة في هذا العالم وفي المجتمع. في كلّ سلالةٍ وفي كلّ حقبةٍ يُروِّج نظريةً ويغرس بعض الأفكار في الناس. تتجذَّر هذه الأفكار والنظريّات تدريجيًّا في قلوب الناس، ثم يبدأ الناس في العيش بحسب هذه النظريّات والأفكار؛ ألا يصبحون مثل الشيطان عن غير قصدٍ؟ ألا يتّحد الناس مع الشيطان؟ عندما يتّحد الناس مع الشيطان، ماذا يكون موقفهم من الله في النهاية؟ ألا يكون الموقف نفسه الذي لدى الشيطان تجاه الله؟ لا يجرؤ أحدٌ على الاعتراف بهذا، أليس كذلك؟ إنه مخيفٌ جدًّا! لماذا أقول إن طبيعة الشيطان شرّيرة؟ يجري تحديد هذا وتحليله بناءً على ما فعله الشيطان والأشياء التي كشفها الشيطان؛ فمن الجدير القول إن الشيطان شرّيرٌ. إذا قلتُ إن الشيطان كان شرّيرًا، فبماذا ستُفكِّرون؟ قد تُفكِّرون قائلين: "من الواضح أن الشيطان شرّيرٌ". ولذا سوف أسألك: "أيٌ جانبٍ من الشيطان شرّير؟" إذا قلتَ: "مقاومة الشيطان لله شرٌّ"، فأنت لا تزال لا تتحدَّث بوضوحٍ. لقد قلنا الآن الأمور المحددة بهذه الطريقة؛ هل لديكم فهمٌ بخصوص المحتوى المُعيَّن لجوهر شرّ الشيطان؟ (نعم). الآن وقد صار لديكم هذا الفهم لطبيعته الشرّيرة، ما مدى فهمكم لأنفسكم؟ هل هذه الأشياء مترابطة؟ (نعم). هل هذا الترابط يؤذيكم؟ (لا). هل هو مفيدٌ لكم؟ (نعم). عندما أتشارك عن جوهر قداسة الله، هل من الضروريّ أن أتشارك عن الجوهر الشرّير للشيطان، ما رأيكم؟ (نعم، من الضروريّ). لماذا؟ (شرّ الشيطان يضع قداسة الله في تجسيمٍ واضح). هل هذا هو الحال؟ هذا صحيحٌ جزئيًّا من حيث إنه بدون شرّ الشيطان لن يعرف الناس عن قداسة الله؛ هذا صحيحٌ. ومع ذلك، إذا قلت إن قداسة الله لا توجد إلّا بسبب تناقضها مع شرّ الشيطان، فهل هذا صحيحٌ؟ هذه الحُجّة خاطئةٌ. فقداسة الله هي الجوهر المُتأصِّل لله؛ على الرغم من أن الله يكشفها من خلال أفعاله، فإن هذا لا يزال تعبيرًا طبيعيًّا عن جوهر الله وهي الجوهر المُتأصِّل لله؛ لطالما كانت موجودةً دائمًا وهي جوهريّةٌ لله نفسه، لكن الإنسان لا يستطيع رؤيتها. يرجع السبب في هذا إلى أن الإنسان يعيش وسط الشخصيّة الفاسدة للشيطان وتحت تأثير الشيطان، وهو لا يعرف عن القداسة، فما بالك بالمضمون المُحدَّد لقداسة الله. هل من الضروريّ إذًا أن نتشارك أوّلاً عن الجوهر الشرّير للشيطان؟ (نعم، من الضروريّ). أنت ترى أننا تشاركنا حول عدّة جوانب من تفرُّد الله ولم نذكر جوهر الشيطان، أليس كذلك؟ قد يُعبِّر بعض الناس عن بعض الشكوك مثل: "أنت تشارك حول الله ذاته، فلماذا تتحدَّث دائمًا عن الكيفيّة التي يُفسِد بها الشيطان الناس والكيفيّة التي تكون بها طبيعة الشيطان شرّيرة؟" هل هدَّأتَ هذه الشكوك؟ (نعم). كيف هدَّأتها؟ (من خلال شركة الله فرَّقنا ما هو شرّيرٌ). عندما يكون لدى الناس تمييزٌ للشرّ وعندما يكون لديهم تعريفٌ دقيق له، عندما يستطيع الناس أن يروا بوضوحٍ محتوى الشرّ وظهوره، ومصدر الشرّ وجوهره – عندما تتمّ مناقشة قداسة الله الآن – سوف يُدرِكها الناس بوضوحٍ أو يُميِّزوها بوضوحٍ على أنها قداسة الله وعلى أنها القداسة الحقيقيّة. إذا لم أناقش شرّ الشيطان، فسوف يعتقد بعض الناس اعتقادًا خاطئًا أن شيئًا ما يفعله الناس في المجتمع وبين الناس – أو شيئًا ما في هذا العالم – قد يكون مُرتبِطًا بالقداسة. أليست وجهة النظر هذه خاطئةٌ؟ (بلى).
– الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (هـ)