يفعل الله المزيد إلى جانب ضمان سلامة الناس، وضمان ألّا يبتلعهم الشيطان؛ كما أنه يُجري الكثير من العمل استعدادًا لاختيار شخصٍ ما ولخلاصه. أوّلاً، نوع شخصيّتك، ونوع عائلتك التي سوف تولد فيها، ووالداك، وعدد إخوتك وأخواتك، ووضعك العائليّ ومكانتك الاقتصاديّة، وأوضاع عائلتك – هذا كلّه مُرتَّبٌ بشقّ الأنفس لك من الله. هل تعرفون أيّ نوعٍ من العائلة التي يُولَد فيها بالأكثر شعب الله، بقدر ما يتعلَّق الأمر بمعظم الناس؟ هل توجد عائلاتٌ شهيرة؟ قد توجد بعضها. لا يمكننا القول على وجه اليقين إنه لا يوجد أيٌّ منها، لكنها قليلةٌ جدًّا. هل هي عائلاتٌ تتمتَّع بالثراء الاستثنائيّ، مثل أصحاب المليارات أو الملايين؟ إنها تكاد لا تكون من هذا النوع من العوائل أبدًا. ما نوع العائلة التي يُرتِّبها الله إذًا بالأكثر لهؤلاء الناس؟ (عائلات عاديّة). أيّ العائلات هي عائلات عاديّة إذًا؟ توجد عائلاتٌ عاملة. يعتمد العُمَّال على راتبهم للعيش ويمكنهم تحمُّل الضروريّات الأساسيّة. لن يسمحوا لك بالجوع في أيّة حالةٍ، ولكن لا يمكنك توقُّع تلبية جميع احتياجاتك الماديّة. توجد أيضًا عائلاتٌ زراعيّة. يعتمد المزارعون على زراعة المحاصيل من أجل طعامهم، ولديهم حبوبٌ يأكلون منها، وبغضّ النظر عمَّا يحدث لن تجوع، ولكن لا يمكنك الحصول على ملابس أنيقة جدًّا. توجد أيضًا بعض العائلات المُشارِكة في أعمالٍ تجاريّة أو التي تدير أعمالاً تجاريّة صغيرة، وبعضها يكون فيها الوالدان مُثقَّفين، ويمكن أيضًا اعتبار أنها عائلات عاديّة. يوجد أيضًا بعض الوالدين الذين هم عُمَّال مكتبيّون أو مسؤولون حكوميّون صغار على الأكثر، ولا يمكن اعتبارهم عائلات شهيرة أيضًا. يُولد المزيد من الناس في عائلاتٍ عاديّة، وهذا كله مُرتَّبٌ من الله. يعني هذا أنه أوّلاً وقبل كلّ شيءٍ، هذه البيئة التي تعيش فيها ليست عائلة الوسائل الأساسيّة التي تتخيَّلها، بل هي عائلةٌ قرَّرها الله لك، وسوف يعيش معظم الناس ضمن حدود هذا النوع من العائلة؛ لن نناقش الاستثناءات هنا. ماذا عن الوضع الاجتماعيّ إذًا؟ تُعتبَر الظروف الاقتصاديّة لأغلبيّة الوالدين متوسطة ولا يتمتّعون بوضعٍ اجتماعيّ عالٍ – فمن الجيّد بالنسبة لهم الحصول على وظيفةٍ وحسب. هل يوجد من هم حُكَّامٌ؟ هل يوجد من هم رؤساءٌ؟ (لا). إنهم على الأكثر أشخاصٌ مثل مديري أعمالٍ صغيرة أو رؤساء عملٍ عاديّين. وضعهم الاجتماعيّ ضعيفٌ وأحوالهم الاقتصاديّة مُتوسّطةٌ. البيئة المعيشيّة للعائلة عاملٌ آخر. أوّلاً، لا يوجد والدان يُؤثِّران على أطفالهما بوضوحٍ في السير على طريق العِرافة وقراءة الطالع؛ هذه قليلةٌ جدًّا أيضًا. معظم الوالدين طبيعيّون جدًّا ويشبهونكم. يُهيّئ الله هذا النوع من البيئة للناس في الوقت نفسه الذي يختارهم فيه، وهو مفيدٌ للغاية في عمله في خلاص الناس. من الخارج، يبدو أن الله لم يفعل شيئًا بالغ الأهميّة للإنسان؛ إنه يفعل كلّ شيءٍ سرًّا وفي تواضعٍ وصمتٍ. ولكن في الواقع، الغرض من كلّ ما يفعله الله هو وضع الأساس لخلاصك، وإعداد الطريق، وإعداد جميع الظروف الضروريّة لخلاصك. وعلى الفور في الوقت المُحدَّد لكلّ شخصٍ، يُحضِرهم الله أمامه – عندما يحين وقت سماعك صوت الله، فهذا هو الوقت الذي تأتي فيه أمامه. في الوقت الذي يحدث فيه هذا يكون بعض الناس قد أصبحوا والدين بالفعل، في حين يكون آخرون أطفالاً لآخرين. يعني هذا أن بعض الناس قد تزوّجوا ورُزِقوا بأطفالٍ في حين أن البعض ما زالوا عُزّاباً ولم يبدأوا بعد تكوين عائلتهم الخاصّة. ولكن بغضّ النظر عن مواقف الناس، فإن الله حدَّد بالفعل الأوقات التي سيجري فيها اختيارك والوقت الذي سوف يصلك فيه إنجيله وكلامه. لقد حدَّد الله الظروف وقرَّر شخصًا مُعيّنًا أو سياقًا مُعيّنًا يصل من خلاله الإنجيل إليك حتَّى يمكنك سماع كلام الله. لقد أعدّ الله لك بالفعل جميع الظروف الضروريّة حتَّى تأتي أمامه دون درايتك وتعود إلى عائلة الله. أنت أيضًا تُلاحِق الله دون درايتك وتدخل في عمله المتدرّج، وتدخل في طريقة عمل الله التي أعدَّها لك خطوةً خطوة. ما أنواع الطُرق التي يستخدمها الله عندما يفعل أشياءَ للإنسان في هذا الوقت؟ أوّلاً، على أقلّ تقديرٍ، الرعاية والحماية اللتان يتمتَّع بهما الإنسان. يُقرِّر الله إلى جانب ذلك أشخاصًا وأحداثًا وأشياءَ مُتنوِّعة حتَّى يرى الإنسان وجوده وأفعاله في داخلها. على سبيل المثال، يوجد بعض الناس الذين يؤمنون بالله لأن أحد أفراد عائلتهم مريضٌ، ويقولون "أحد أفراد عائلتنا مريضٌ، ماذا نفعل؟" ثم يقول بعض الناس: "آمنوا بالرّبّ يسوع". فيبدأون الإيمان بالله وهذا الإيمان بالله قد نتج بسبب الموقف. من رتَّب هذا الموقف إذًا؟ (الله). من خلال هذا المرض، يكون جميع أفراد بعض العائلات، صغارًا وكبارًا، مؤمنين، في حين توجد بعض العائلات التي يكون فيها الإيمان فرديًّا. أنت تؤمن بالله على ما يبدو بسبب المرض، ولكنها في الحقيقة حالةٌ تنالها حتَّى تأتي أمام الله – وهذا لُطف الله. ولأن الحياة العائليّة لبعض الناس صعبةٌ ولا يمكنهم التمتُّع بالسلام، فإن الفرصة تأتي عندما يشارك شخصٌ ما بالإنجيل ويقول: "إن وضع عائلتكم صعبٌ. آمنوا بالرّبّ يسوع. آمنوا بالرّبّ يسوع وسوف تنعمون بالسلام". يؤمن هذا الشخص دون درايةٍ بالله في ظروفٍ طبيعيّة جدًّا، أليس هذا إذًا نوعًا من الحالات؟ (بلى). ألا تكون عائلته نعمةً ممنوحة له من الله في سلامٍ؟ (بلى). يوجد أيضًا بعضٌ ممّن يؤمنون بالله لأسبابٍ أخرى. توجد أسبابٌ مختلفة وطُرقٌ مختلفة للإيمان، ولكن بغضّ النظر عن السبب الذي يجعلك تؤمن به، فإن كلّ شيءٍ مُرتَّبٌ ومُوجَّهٌ من الله. يستخدم الله في البداية طُرقًا مُتنوِّعة لاختيارك ولإحضارك إلى عائلته. هذه هي النعمة التي يمنحها الله لكلّ شخصٍ بعينه.
– الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. الله ذاته، الفريد (و)