باتباع الله، ربحت أعظم ثروة في الحياة
ملاحظة من المُحرّر: إذا كان لديك شخص مثل هذا في حياتك، أي شخص يريد أن يصبح ثريًا لكنه لا يحقّق النجاح أبدًا، ويعيش في عذابٍ، فكيف يجب أن تساعده على الهروب من بؤسه؟ ما يلي هو اختبار الكاتبة شون شين، الذي كان هذا هو مأزقها بالضبط، ولكن أمكنها اليوم تقييم مكاسبها وخسائرها المالية بهدوء، ووجدت ثروة قيمتها أكبر من قيمة الغنى. كيف خرجت من عذابها؟ ما هي هذه الثروة التي تتمتع بقيمة أكبر من المال؟ لنكتشف هذه الأمور من خلال قصتها.
سعي بلا طائل إلى الثروة
اختبرت عار الفقر ومشقة الحياة عندما كنت طفلةً، لذلك صرت عازمةً على الدراسة الجادة والوصول إلى الغِنى في المستقبل، والتمتع بالثروة والرفاهية، ولكسب إعجاب الآخرين وتطلعهم إليّ. بعد أكثر من عشر سنوات من الدراسة المريرة، لم أتمكن إلا من الالتحاق بجامعة من الدرجة الثالثة، ولكن هذا لم يحبطني. كنت أعتقد أنه ما دمت أعمل بجد، فلا يزال بإمكاني أن أصبح غنيةً.
وجدت وظيفة كمعلمة للغة الإنجليزية بعد تخرجي من الجامعة، ولكن عندما علمت أن زملائي الذين عملوا لمدة عامين لم يتقاضوا إلا ما يزيد قليلاً عن 2000 يوان، استقلت دون تردد. ذهبت بعدها إلى مدارس التدريب في شنغهاي ومن بعدها في تشينغداو للعمل في المبيعات. كنت أتصل كل يوم من الصباح إلى الليل بالناس باستمرار لبيع منتجاتنا، ومن خلال بذل جهد كبير، وصل راتبي الشهري إلى ما يقرب من 10000 يوان. وما أن اشتقت إلى القيام بشيء أكبر، تغيّرت قيادة المدرسة، وطُردت من العمل بدون سبب. لم أكن أريد ترك العمل، ولكن لم يكن بوسعي فعل أي شيء إلا المغادرة في ندم.
رغبتي تتحفّز مجددًا بعد المجيء إلى كندا
بعد أن تزوجت، أتيت أنا وزوجي إلى كندا لبدء عمل تجاري. لم أتمكن من العمل بسبب حملي، لذلك ذهبت إلى الكنيسة بغرض العبادة، وفي المرة الأولى التي ذهب فيها إلى الكنيسة رحّب بي القس بحماسٍ شديدٍ، ولكن عندما علم أنني لست ثريةً، تجاهلني وعامل الأثرياء في الكنيسة بحماس وإطراء. زاد موقف القس من تأكدي من أهمية المال. في عصرنا، عندما ينظر الجميع إلى المال، إذا كنت تمتلك المال، فأنت تملك كل شيء، وبدون ذلك يتعالى عليك الجميع في كل مكان. عند ذلك قررت مرة أخرى أن أكسب المزيد من المال، وأن أجعل مَنْ يتعالون عليّ ينظرون لي نظرة مختلفة!
بعد أن أنجبت ابني الأول، خرجت للعمل لكسب المال، ولم أكن أعبأ بمدى صعوبة العمل. حملت لاحقًا مرة أخرى، وكنت أشعر آنذاك بضعف جسماني. ومع ذلك، بدأت مشروعًا تجاريًا لاستيراد منتجات مستعملة مع أصدقائي لربح المزيد من المال، ولم يكن ابني الأصغر قد تجاوز من العمر شهرًا واحدًا. قضيت كل يوم محدقة في هاتفي لمعرفة المزيد عن المنتجات، وحتى أثناء إرضاع طفلي كنت أبحث عن مهارات البيع وتقنيات الترويج عبر الإنترنت، وغيرها. وبسبب اضطراري للنظر إلى هاتفي لفترة طويلة كل يوم، والبقاء مستيقظة حتى وقت متأخر من الليل في أغلب الأحيان، كانت عيناي تؤلماني كثيرًا لدرجة أنه لم يكن بوسعي فتحهما، وبدأ ظهري يتصّلب ويؤلمني، لكنني لم أستطع ترك أي شيء يمنعني عن كسب المال، لذلك اضطررت للعمل من سريري. ولأنني كرّست الكثير من الاهتمام لعملي، لم يتح لي أي وقت لرعاية طفليّ. في إحدى المرات أمسك ابني الأكبر هاتفي من يدي وألقى به على الأرض في غضب واشتكى من أنني قضيت طوال اليوم على هاتفي بدلاً من قضاء بعض الوقت معهما. لكن اتهام ابني لم يشعرني بالاستياء، لأنني كنت أعتقد أنه إذا لم أستطع توفير حياة كريمة لهما، فما فائدة قضاء الوقت معهما؟ نحن نعيش في مجتمع لا يهتم إلا بالمال، ومع أن المال لا يستطيع أن يفعل كل شيء، فلا يمكنك فعل أي شيء بدون المال! المال وحده هو ما يستطيع أن يوفر لك الاستمتاع بحياة أفضل، ويرفع رأسك عالية، ويجعل الآخرين يتطلعون إليك ويقدرونك. مع أنني كنت أدرك أنني أدفع طفليّ بعيدًا عني تدريجيًا، وقد أشعرني إدراك هذا الأمر بالعذاب، إلا أنني واصلت التركيز فقط على مشروع الاستيراد التجاري.
عملت لاحقًا بدوام جزئي في المبيعات المباشرة من أجل كسب المزيد من المال، وبعد أن عملت بجدٍ لفترة من الوقت، حصلت على بعض المال وكنت سعيدةً جدًا. أصبحت أتحدث بثقة مع الناس، وكنت أشعر بالفخر عندما أرسل أموالاً إلى والدي. شعرت بالارتياح بسبب امتلاكي للمال! عندما كنت أنظر في بعض الأحيان إلى من يرأسوني، الذين كانوا يحصلون على عشرات الآلاف كراتب شهري ويتمتعون بالرفاهية ويعيشون حياة جيدة، كنت أفكر في نفسي أنه طالما طورت المزيد من التابعين، فيمكنني أن أكون مثلهم في فترة وجيزة! لكن لسوء الحظ لم تسر الأمور بسلاسة كما توقعت. قضيت عامًا في تدريب عشرة من التابعين، ولكن لم يكن أحد منهم مستعدًا للعمل معي، لذلك كان كل ما يمكنني فعله هو العودة إلى حيث بدأت في عملي. كان هذا المأزق نكسة محبطة أحبطتني على نحو خاص. في ذلك العام، كنت أعمل من الفجر حتى الغسق لتدريب تابعين، فلماذا كانت تلك هي النتيجة؟
تجاهل الخلاص عندما يأتي
كان هذا عندما جاء إليَّ إنجيل الله في الأيام الأخيرة. رأى إخوتي وأخواتي كيف كنت أتعذب وأحيا في بؤس لكسب المال، وتشاركوا معي قائلين: "إن مقدار الثروة التي لدينا في الحياة يحددها الله، ولا يسعنا بأي مقدار من الجهد أن نغيّر هذا. قال الرب يسوع: "لَا تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ، وَلَا لِأَجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ. أَلَيْسَتِ ٱلْحَيَاةُ أَفْضَلَ مِنَ ٱلطَّعَامِ، وَٱلْجَسَدُ أَفْضَلَ مِنَ ٱللِّبَاسِ؟ اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ ٱلسَّمَاءِ: إِنَّهَا لَا تَزْرَعُ وَلَا تَحْصُدُ وَلَا تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ، وَأَبُوكُمُ ٱلسَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا. أَلَسْتُمْ أَنْتُمْ بِٱلْحَرِيِّ أَفْضَلَ مِنْهَا؟". (متى 6: 25–26). لقد خلقنا الله، ونفخ فينا نسمة حياة، ويمنحنا ما نحتاجه للبقاء تحت رعايته وحمايته. لا داعي للقلق أو الانشغال بالمستقبل. طالما نعمل بطريقة طبيعية، سيكون لدينا ما يكفي من المبلس والمأكل. لقد رأينا جميعًا كيف أن بعض الناس لا يفكرون سوى في كسب المال، ويعملون ساعات العمل الإضافي وفي وقت فراغهم، ومن ثمَّ يفقدون فرصهم في الدخول في علاقة حميمة مع الله وسماع صوت الله في الاجتماعات، وكيف تنهار أجسامهم بسبب الإرهاق. يريدنا الله أن نرضى بما يكفي من الملبس والمأكل، لكن الشيطان يفكر في طرق لإفسادنا؛ فيشغل قلوبنا بالمال، ويدفعنا لنرغب في كسب المزيد منه، ويعطينا رغبة لا تشبع. أليست هذه حيل الشيطان؟ لا يمكننا أن نجد الراحة والعتق إلا من خلال التخلي عن رغباتنا التي لا تنتهي وطاعة خطط الله وترتيباته!" بعد أن سمعت مشاركة إخوتي وأخواتي، فكرت: "توجد حكمة فيما تقولونه، ولكن في مجتمع اليوم، حيث الشيء الوحيد الذي نعترف به هو المال، ألا يعني هذا أن أعيش نفس الحياة المخجلة التي اختبرتها من قبل؟ لا، فما زلت بحاجة إلى المزيد من المال". لذا، مع أنني قبلت إنجيل الله في الأيام الأخيرة، إلا أنني كنت لا أزل أبذل كل طاقتي في عملي التجاري للمبيعات المباشرة. أول شيء كنت أفعله عندما استيقظ كل صباح هو إرسال الإعلانات والرد على الرسائل من العملاء، وما إلى ذلك. لم يكن لدي وقت لأقضيه في نموي الروحي. كنت أطلب في كل صلاة من الله أن يباركني وزوجي بثروة عظيمة، وكانت هذه هي الطريقة التي آمنت بها بالله، لدرجة أنني كنت أنشر إعلانات المبيعات المباشرة سرًا في الاجتماعات.
إدراك حيل الشيطان من إعلانات كلمة الله
بعد أن علم إخوتي وأخواتي بوضعي، عرضوا لي في أحد الاجتماعات مقطعًا من كلمة الله:
"القول بأن "المال يجعل العالم يدور" هو فلسفة الشيطان، وهي فلسفة سائدة بين جميع البشر، وسط كلّ مجتمعٍ بشريّ. يمكنك القول بأنها اتّجاهٌ لأنها صارت مغروسةً في قلب كل واحد من الناس. لم يقبل الناس منذ البداية هذا القول، لكنهم قبلوه قبولًا ضمنيًا عندما تواصلوا مع الحياة الواقعيّة، وبدأوا في الشعور بأن هذه الكلمات صادقة في الحقيقة. أليست هذه عمليّة يُفسد بها الشيطان الإنسان؟ ... إذًا، بعد أن يستخدم الشيطان هذا الاتّجاه لإفساد الناس، كيف يظهر فيهم؟ ألا تشعرون أنه لا يمكنكم البقاء في هذا العالم دون أيّ مالٍ، لدرجة أنه حتَّى لو كان يومًا واحدًا سيكون الأمر مستحيلاً؟ تستند مكانة الناس إلى مقدار المال الذي يملكونه مقابل احترام الآخرين لهم. تنحني ظهور الفقراء خجلاً في حين ينعم الأغنياء بمكانتهم الرفيعة. يقفون شامخين وفخورين ويتحدَّثون بصوتٍ عال ويعيشون بكبرياءَ. ما الذي ينقله هذا القول والاتّجاه للناس؟ ألا يرى الكثير من الناس أن الحصول على المال يستحقّ أيّة تكلفةٍ؟ ألا يُضحّي الكثير من الناس بكرامتهم ونزاهتهم في سبيل السعي وراء المزيد من المال؟ ألا يخسر الكثير من الناس الفرصة لأداء واجبهم واتّباع الله من أجل المال؟ أليست هذه خسارةً للناس؟ (بلى). أليس الشيطان شرّيرًا لاستخدام هذه الطريقة وهذا القول لإفساد الإنسان إلى هذه الدرجة؟ أليست هذه خدعةً خبيثة؟" (من "الله ذاته، الفريد (هـ)").
بعد قراءة كلام الله، تشاركت إحدى أخواتي معي قائلة: "لم أكن أفهم في الماضي السبب وراء أن جميع البشر يعبدون المال، أو السبب وراء أن يبذل الناس كل طاقتهم ووقتهم في محاولة كسب المال، أو السبب الذي يجعلهم يختارون أن يمرضوا بدلاً من التوقف عن السعي ورائه، أو السبب وراء أن يتصارع حتى بعض الناس مع الآخرين على المال، ويخدعون بعضهم بعضًا، ويكافحون بوحشية، وحتى يقتلون بعضهم بعضًا. ولكن بعد قراءة كلمة الله، أعرف أن المال هو حيلة يستخدمها الشيطان لإفساد البشر وإيذائهم؛ فالشيطان يُغرق عالمنا بكل أنواع النظريات الإلحادية والكتب والقصص عن الرجال العظماء والمشهورين، ويغذينا بمفاهيم مثل "المال ليس كل شيء، لكن بدونه لا يمكنك أن تفعل شيئًا"، و"المال أولاً"، و"أي شخص يعطيني المال هو أبي" حتى نعتقد أن المال هو أهم شيء في حياتنا، وأنه إذا كنّا نمتلك المال فنحن نمتلك كل شيء، وأنه يمكننا حتى كسب إعجاب الآخرين وفعل كل ما يحلو لنا، وأننا سنشعر بإنجاز إذا كان لدينا المال. خلاف ذلك، نعتقد أن الآخرين سوف يقللون من شأننا ويحتقرونا، ولن يكون لنا مكان في المجتمع. نحن مشبَّعون بهذه الأفكار الخاطئة، لذا نقضي كل وقتنا ونبذل كل طاقتنا لكسب المال، ولا نعير أي اهتمام أو انتباه لأي شيء آخر، حتى إننا نضحي بصحتنا الجسدية لكسب المال، ونغدو عبيدًا للمال. حتى لو قبلنا بخلاص الله، ما زلنا مشغولين بلا هوادة في السعي وراء المال، ولا نهتم بالسعي وراء الحق أو عبادة الله، وغير قادرين على الوفاء بواجباتنا ككائنات مخلوقة، ونعيش تحت مُلك الشيطان، بعيدًا عن رعاية الله وحمايته..."
اخترقت كلمات أختي قلبي مباشرةً. لقد آمنت دومًا أنه في مجتمعنا الذي يعبد المال، يتطلب الأمر الثروة لتعيش بكرامة، وليحترمك الآخرون، وليكون كلامك مسموعًا ومحترمًا، لذلك كان من الصواب السعي وراء اقتناء ثروة كبيرة. بعد أن تخرّجتُ، بدأت في تجربة جميع أنواع العمل، وطالما كان هذا العمل يُدرّ المال، كنت أثابر عليه مهما كان صعبًا. بعد أن أنجبت ابني، تجاهلت جسدي الواهن وواصلت عملي التجاري في الاستيراد من فراشي. قضيت كل وقتي وبذلت كل طاقتي تقريبًا في العمل لكسب المال، الأمر الذي وضع مسافة كبيرة بيني وبين أطفالي لدرجة أنهم كانوا أحيانًا يتجاهلوني. لم أعرف أن أعتز بخلاص الله عندما أتاني، وعندما تشارك إخوتي وأخواتي معي عن إرادة الله، لم تتأثر رغبة قلبي في المال على الإطلاق. كنت أرسل رسائل حول المبيعات مباشرة في الاجتماعات، وحتى في صلواتي، لم أطلب من الله إلا أن يسمح لي بجني المزيد من المال. اعتقدت دائمًا أنه من الصواب أن أسعى إلى المال، ولكن بعد قراءة كلمة الله، علمت أن هذا الفكر وهذا المفهوم يأتيان من الشيطان، وأن هذا مجرد خدعة يستخدمها الشيطان لإيذاء الناس وإفسادهم. يغذينا الشيطان بهذه المفاهيم لأنه يريدنا أن نكون مشغولين طوال الوقت بالسعي وراء المال وحياة الرفاهية لإشباع غرورنا. إنه يريد منا أن نكون مستعدين لبذل كل طاقتنا، بعيدًا عن رعاية الله وحمايته، وأن يسيطر علينا ويؤذينا، بل وأن يأخذ حياتنا ونحن نسعى لتحقيق هذه الأهداف. فكرت في كيف عملت كل هذه السنوات لكسب المال، وكيف أضررت بعينيّ في سن مبكرة، وكيف كنت أعاني من آلام دائمة في الظهر، وكيف صرت أبتعد تدريجيًا عن أطفالي. ألم يكن الشيطان هو القوة الغامضة وراء كل هذا؟
قالت أختي أيضًا: "في مجتمع اليوم، فإن مَنْ لا يملكون المال يفعلون كل ما في وسعهم ويضحون بكل شيء للحصول عليه. وفي الوقت نفسه، لا يزال بعض الرؤساء الكبار والأثرياء والمشاهير، مع أنهم يتمتعون بالثروة ويحظون بحياة الترف، يشعرون بأنهم فارغون، حتى أن بعضهم يختارون الانتحار. من هذا، يمكننا أن نرى أن المال لا يمنحنا سوى الراحة والمتعة الوقتيتين، وأن أولئك الذين يمتلكون أموالاً يسقطون تدريجيًا في الفساد، ويعيشون حياة بذخ وانغماس في الملذات، وعندما تمر هذه الحياة، فإنهم ما زالوا متروكين في الفراغ والألم. إذا لم نذهب أمام الله وننال الارتواء والشبع من كلمة الله، ولم نفهم الحق، فلن نتمكن أبدًا من إدراك حيل الشيطان لإفساد البشر، ولا يمكننا إلا أن نسقط أكثر في شرك المال أكثر من أي وقت مضى، وفي النهاية، لا نحظى إلا بأن نصير ألعوبة يؤذيها الشيطان!"
بعد أن سمعت كلمات أختي، فكرت قائلة: "هذا صحيح، لقد عبّر الله اليوم عن الحق ويقوم بعمل خلاص البشر، مما يسمح لنا بالهروب التام من فساد الشيطان وامتلاك ونيل رعاية الله وحمايته. لقد كنت محظوظة بما يكفي لأن أكون من المختارين لقبول خلاص الله في الأيام الأخيرة، لذلك إذا تابعت السعي وراء المال بدلاً من الحق، حتى وإن أصبحت ثرية في يوم ما، فما الفائدة التي سأجنيها عندما ينتهي عمل الله الخلاصي؟ عندما تأتي الكارثة الكبيرة، ألن يصير كل شيء بلا فائدة؟ كما قال الرب يسوع: "لِأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ ٱلْإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ ٱلْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟". (مرقس 8:36). ما إن فهمت هذه الأمر، لم أعد أرغب في السعي وراء المال بتهور وترك نفسي ليخدعني الشيطان. فكرت في أنه سيتعيّن علي استثمار كل طاقتي في تطوير أعضاء تابعين في عملي في المبيعات المباشرة، والذي لن يترك لي أي وقت لرعاية أطفالي أو الذهاب إلى الاجتماعات أو الوفاء بواجباتي، لذلك اخترت أن أترك المبيعات المباشرة وأعمل فقط في مجال شراء المنتجات المستعملة، والذي لم يكن يتطلب الكثير من وقتي.
طاعة ترتيبات الله، رؤية بركات الله
بعد مرور بعض الوقت، اكتشفت مشكلة مع إحدى شريكاتي. لم تكن تأخذ عملها على محمل الجد، وكثيرًا ما أرسلت لعملائها المنتجات الخاطئة، مما أدى إلى تدني مستمر في تقييم خدمة العملاء في مشروعنا. عندما حاولت حل المشكلة معها، تجاهلتني، واستمرت مبيعاتنا في الانخفاض. وإذ وجت نفسي عاجزة، اضطررت إلى التوقف عن العمل معها والتخلي عن جميع عملائي ومتجري WeChat الذي كان مصنفًا من فئة 5 نجوم. لقد كانت متعة ممزوجة بمرارة أن أفكر في أن هذا المتجر كان يتمتع بالفعل بما يتراوح بين 5000 إلى 6000 عميل، ولو كنت قد واصلت تشغيله، لكسبت أموالاً أكثر من أي وقت مضى، ولم يكن هناك ما يدعو للقلق مرة أخرى بشأن الطعام أو الملابس، ولكان الجميع قد نظر إلي نظرة مختلفة، ولكنني الآن اضطررت إلى تركه. ومع ذلك، لو لم أفعل هذا، لم أكن لأتمكن من العثور على شريك مناسب. شعرت كما لو أنني دخلت في حفرة من الرمال المتحركة تبتلعني ببطء، ولم أستطع تحرير نفسي. وفي وسط عجزي وعذابي، كل ما أمكنني فعله أن أصلي إلى الله باستمرار وأطلب الإرشاد.
عندما علمت إحدى الأخوات عن وضعي، أرتني مقطعين من كلمة الله:
"المهنة التي يمتهنها المرء، وما يفعله لكسب قوته، ومقدار الثروة التي يجمعها في الحياة لا يُحدّدها والداه أو مواهبه أو جهوده أو طموحاته، ولكن الخالق سبق فحدّدها" (من "الله ذاته، الفريد (ج)"). "إن يديّ الله تتحكمان في مصير الإنسان. فلا يمكنك التحكم في نفسك: ومع أن الإنسان يهرع وينشغل دائمًا من أجل نفسه، إلا أنه يبقى غير قادر على السيطرة على نفسه. إذا كنت تستطيع معرفة تطلعاتك الخاصة، وإن كان بإمكانك التحكم في مصيرك، فهل كنت ستبقى مخلوقًا؟" (من "استعادة الحياة الصحيحة للإنسان وأخذه إلى غاية رائعة").
بعد أن قرأت كلمة الله، فهمت على الفور. ما أنا إلا كائن مخلوق، ومستقبلي ومصيري وحياتي كلها في يد الله. لقد قدّر الله طريقة حصولي على معيشتي ومقدار ما أكسبه في هذه الحياة. لكنني كنت أفتقر إلى المعرفة الحقيقية حول كيفية حكم الله وتقديره، لذلك سعيت وراء المال بكل قوتي، وكنت قلقة بشأن المكاسب والخسائر المالية، وشعرت بوجع عندما تخليت عن متجري WeChat، بل وشعرت بالقلق بشأن كيفية بقائي في المستقبل. عشت في القلق والعذاب. ومع أنني لم أكن أعرف كيف ستسير حياتي في المستقبل، إلا أنني كنت واثقة من أن الله قد اتخذ الترتيبات المناسبة لي، لذلك يجب علي أن أئتمن الله على مستقبلي بشجاعة. بمجرد أن أدركت ذلك، شعرت براحة أكبر، وصلّيت إلى الله لكي أقول إنني على استعداد لتقديم عملي إلى الله وأن أئتمنه على حياتي، وعلى استعداد للسماح له بإرشادي على طريقي في المستقبل.
بعد ذلك، توفّر عندي المزيد من الوقت لقراءة كلمة الله، وحضرت اجتماعات مع إخوتي وأخواتي، حيث تشاركنا خبراتنا وفهمنا. أحضرت أولادي أمام الله. كنت أقرأ كلمة الله وأرنم الترانيم معهم كل يوم، وتحولت علاقتنا إلى الأفضل. أكثر ما أدهشني هو أنه بعد أن انفصلت عن شريكتي، تحسنت أعمال زوجي تحسنًا كبيرًا، ورأيت أن ترتيبات الله لي كانت رائعة حقًا، وقد امتلأ قلبي بالامتنان لله.
فهم الحق والعيش بكلمة الله هما أعظم ثروة أمتلكها
بعد ذلك، قرأت كلمات الله هذه:
"عندما تفحص بتكرارٍ وتدرس بعنايةٍ الأهداف المختلفة في الحياة التي يسعى إليها الناس وطرق حياتهم المختلفة المتنوّعة، سوف تجد أن ليس من بينها ما يناسب المقصد الأصليّ لدى الخالق عندما خلق البشر. جميعها تجرّ الناس بعيدًا عن سيادة الخالق ورعايته؛ وجميعها أفخاخ تسبب إفساد الناس وتقودهم إلى الجحيم. بعد أن تعرف هذا، تكون مهمّتك هي أن تضع جانبًا وجهة نظرك القديمة عن الحياة وتبتعد عن الفخاخ المختلفة، وتسمح لله بأن يتولّى حياتك ويضع ترتيبات لك، وتحاول فقط الخضوع لتنظيمات الله وإرشاده، وألا يكون لديك خيار، وأن تصبح شخصًا يعبد الله" (من "الله ذاته، الفريد (ج)").
بعد أن قرأت كلمة الله، بكيت وأنا أفكر مرة أخرى في المسار الذي سلكته. لم يكن لدي معرفة حول كيفية تسلط الله على كل شيء، لذلك لم أفكر إلا في كسب المال وأن أصبح ثرية، وفي النهاية تسببت في الكثير من المعاناة لنفسي ولأطفالي. لو لم ينقذني الله في الوقت المناسب، لكنت قد غرقت أكثر فأكثر في دوامة المال التي تشبه بقعة من الرمال المتحركة بسبب سعيي وراء المال بنفسي، وابتعدت بعيدًا عن الله، حتى ابتلعني الشيطان أخيرًا. لقد خلّصني الله واستخدم كلماته لإرشادي، وسمح لي باجتياز مخططات الشيطان، وأعطاني أن أدرك بوضوح نوايا الشيطان الشريرة لاستخدام المال لإبعاد الناس عن رعاية الله وحمايته، والسيطرة عليهم وأذيتهم، وجعلني أفهم المسار الصحيح الذي عليّ اتخاذه في المستقبل. أصبحت على استعداد للتخلي عن مساعيي الخاطئة، وائتمان الله على حياتي المستقبلية، وطاعة جميع خطط الله وترتيباته. شعرت بصدق أنه لا يمكنني أن أشعر بالراحة والعتق الحقيقيين واختبار السلام والفرح الحقيقيين في قلبي إلا من خلال القدوم أمام الله والعيش بحسب كلام الله.
أؤدي اليوم واجباتي في الكنيسة وأعيش تحت إرشاد الله، وأشعر بالأمان والسلام والراحة والعتق، وأمتلك أغلى ثروة في الحياة وهي فهم الحق والعيش بكلمة الله، وأتمتع بمحبة الخالق وخلاصهّ. الشكر لله!