كل شخص في الجنس البشري يجب أن يقبل مراقبة روحي له، ويجب عليه أن يفحص بدقَّةٍ كل كلماته وأفعاله، وأكثر من ذلك، يجب أن يقدِّر أعمالي العجيبة. كيف ستشعرون عند مجيء الملكوت إلى الأرض؟ عندما يتقاطر أبنائي وشعبي أمام عرشي، سأبدأ رسميًا في الدينونة أمام العرش العظيم الأبيض. بمعنى أني عندما أبدأ عملي على الأرض شخصيًا، وعندما يقترب عصر الدينونة من نهايته، سأبدأ في توجيه كلامي للكون كله، وأطلق صوت روحي للكون بأكمله. من خلال كلماتي، سأغسل كل البشر والأشياء بين كل ما في السماء وعلى الأرض، فلا تعود الأرض نجسة وفاجرة، بل تكون مملكة مقدَّسة. سوف أجدد كل الأشياء، بحيث تكون مهيأة لاستخدامي، ولا تعود تحمل الرائحة الأرضية، ولا تتلوَّث بعد ذلك بطعم الأرض. سعى الإنسان على الأرض يتلمَّس هدف كلامي وأصوله، وكان يلاحظ أفعالي، لكن لم يعرف أحد أبدًا بالحقيقة أصول كلامي، ولم ينظر أحد أبدًا إلى روعة أفعالي. اليوم فقط عندما آتي شخصيًا بين الناس وأتحدث بكلامي، ستكون معرفتهم بي ضئيلة، فيزيلون مكان صورة "أنا" في الموضع المخصص "لي" في أفكارهم، ويصنعون بدلاً من ذلك مكانًا للإله العملي في وعيهم. الإنسان لديه تصوّرات وهو مليء بالفضول؛ فمَنْ من البشر لا يرغب في رؤية الله؟ مَنْ الذي لا يرغب في لقاء الله؟ لكن الشيء الوحيد الذي يشغل مكانًا واضحًا في قلب الإنسان هو الإله الذي يشعر الإنسان أنه غامض ونظري. مَنْ كان سيدرك هذا لو لم أكن قد أخبرتهم به بوضوح؟ مَنْ كان سيؤمن حقًا بأني موجود فعليًا؟ بكل يقين وبلا أدنى شك؟ يوجد فارق شاسع بين صورة "أنا" في قلب الإنسان و"أنا" في الحقيقة، ولا يستطيع أحد أن يعقد مقارنات بينهما. لو لم أكن قد صرت جسدًا، لما كان الإنسان قد عرفني أبدًا، وحتى لو وصل إلى معرفتي، أما كانت هذه المعرفة ستظل تصورًا؟ إنني أسير كل يوم وسط أعداد لا حصر لها من البشر، وأعمل كل يوم داخل كل شخص. عندما يراني الإنسان حقاً، سيتمكَّن من معرفتي في كلامي، وسوف يستوعب الطريقة التي أتكلَّم بها، ويفهم أيضًا مقاصدي.
عندما يأتي الملكوت رسميًا على الأرض، ما الذي بين كل الأشياء لن يكون صامتاً؟ مَن من بين كل البشر، لن يكون خائفًا؟ إنني أسير في كل مكانٍ عبر العالم الشاسع، وكل شيء قمت أنا شخصيًا بترتيبه. في هذا الوقت، مَنْ الذي لا يعلم أن أعمالي عجيبة؟ إن يداي تحملان كل الأشياء، ومع هذا أظل أيضًا فوق جميع الأشياء. واليوم، أليس تجسُّدي ووجودي الشخصي بين البشر هو المعنى الحقيقي لاتضاعي واحتجابي؟ من الخارج، يصفق لي الكثيرون باعتباري صالحًا، ويسبحونني لأنّي جميل، لكن مَنْ ذا الذي يعرفني حقًا؟ واليوم، لماذا أطلب أن تعرفوني؟ أليس هدفي أن أخزي التنين العظيم الأحمر؟ أنا لا أرغب في إجبار الإنسان على تسبيحي، بل أن أجعله يعرفني، ومن خلال ذلك سيُقبل إلى محبتي، وبالتالي يسبِّحني. مثل هذا التسبيح لائق، وليس كلامًا فارغًا؛ فلا يمكن إلا لمثل هذا التسبيح أن يصل إلى عرشي ويحلِّق في السماوات. ولأن الشيطان قد أغوى الإنسان وأفسده، ولأنه انشغل بالتفكير في التصوّرات، صرت جسدًا لكي أُخضِع شخصيًا كل البشر، ولكي أكشف كل تصوّرات الإنسان، ولكي أهدم تفكير الإنسان. نتيجة لذلك، لن يعود الإنسان للتفاخر أمامي، ولن يعود يخدمني باستخدام تصوّراته الخاصة، وهكذا تتبدد بالكامل صورة "أنا" في تصوّرات الإنسان. عندما يأتي الملكوت، سأبدأ أول كل شيء هذه المرحلة من العمل، وسأفعل هذا وسط شعبي. لأنكم شعبي الذين يولدون في وطن التنين العظيم الأحمر، فليس هناك بالتأكيد ولا قدر ضئيل من سُمّ التنين العظيم الأحمر داخلكم. لذلك، تركز هذه المرحلة من عملي في الأساس عليكم، وهذا جانب واحد من أهمية تجسُّدي في الصين. معظم الناس غير قادرين على استيعاب حتى شذرة من الكلمات التي أتكلَّم بها، وعندما يستوعبونها، يكون فهمهم ضبابيًا ومشوشًا. هذه واحدة من نقاط التحوّل في الطريقة التي أتكلّم بها. لو كان جميع الناس يستطيعون أن يقرأوا كلامي ويفهموا معناه، فمَنْ إذاً بين البشر كان يمكن أن يخلُص، ولا يُطرح في الهاوية؟ عندما يعرفني الإنسان ويطيعني فهذا سيكون وقت راحتي، وسيكون هذا هو الوقت نفسه الذي يتمكن فيه الإنسان من استيعاب معنى كلامي. اليوم، قامتكم ضئيلة للغاية، بل تكاد تكون ضئيلة لدرجة تدعو للرثاء، حتى أنها غير مستحقة أن تُرفع – فما بالكم بمعرفتكم بي!
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. كلام الله إلى الكون بأسره، الفصل الحادي عشر