القائمة

لأعلى التالي

كلمات الله اليومية: معرفة الله | اقتباس 64

69 2020-06-09

إذا أردنا أن نفهم ما لدى الله ومن هو فهمًا أفضل، فلا يمكننا التوقّف عند العهد القديم أو عهد الناموس، ولكننا نحتاج إلى المضيّ قُدمًا عبر الخطوات التي اتّخذها الله في عمله. وهكذا، عندما أنهى الله عهد الناموس وبدأ عهد النعمة، فإن خطواتنا قد أتت إلى عهد النعمة – وهو عهدٌ مملوءٌ بالنعمة والفداء. وفي هذا العهد صنع الله من جديدٍ شيئًا مهمًّا للغاية للمرّة الأولى. كان العمل في هذا العهد الجديد لكلٍّ من الله والبشر نقطة انطلاقٍ جديدة. وكانت نقطة الانطلاق الجديدة هذه مرّةً أخرى عملاً جديدًا عمله الله للمرّة الأولى. كان هذا العمل الجديد شيئًا غير مسبوقٍ صنعه الله ولم يكن بإمكان البشر وجميع المخلوقات تخيّله. إنه شيءٌ معروف الآن لجميع الناس – كانت هذه هي المرّة الأولى التي يصير فيها الله إنسانًا، والمرّة الأولى التي بدأ فيها العمل الجديد في هيئة إنسانٍ وبهويّة إنسانٍ. أفاد هذا العمل الجديد بأن الله أكمل عمله في عهد الناموس، وبأنه لن يعد يفعل أو يقول أيّ شيءٍ بموجب الناموس. لن يتكلّم أو يفعل أيّ شيءٍ في هيئة الناموس أو وفقًا لمبادئ الناموس أو قواعده. وهذا يعني أن كل عمله المستند على الناموس توقّف إلى الأبد ولن يستمرّ، وذلك لأن الله أراد أن يبدأ عملاً جديدًا وأن يصنع أشياءً جديدةً، ولأن خطّته كانت مرّةً أخرى نقطة بدايةٍ جديدةٍ. ولذلك كان يتعيّن على الله أن يقود البشريّة إلى العهد التالي.

تعتمد مسألة سواء كان هذا خبرًا سارًّا أو مؤسفًا للبشر على جوهرهم. يمكن القول إن هذا الخبر لم يكن سارًّا، ولكنه كان مؤسفًا لبعض الناس، لأنه عندما بدأ الله عمله الجديد، فإن أولئك الناس الذين اتّبعوا النواميس والقواعد فحسب والذين اتبّعوا العقائد فحسب بينما لم يخافوا الله، كانوا يميلون إلى استخدام عمل الله القديم لإدانة عمله الجديد. كان هذا خبرًا مؤسفًا لهؤلاء الناس، ولكن لكلّ شخصٍ بريء ومنفتح وأمين لله ومستعدّ لقبول فدائه، فإن أوّل تجسّدٍ لله كان خبرًا سارًّا جدًّا. لأنه منذ خلق البشر كانت هذه هي المرّة الأولى التي ظهر فيها الله وعاش بين البشر في هيئةٍ غير هيئة الروح؛ فقد وُلِدَ من بشرٍ وعاش بين الناس بصفته ابن الإنسان، وعمل في وسطهم. وهذه "المرّة الأولى" كسرت مفاهيم الناس وكانت أيضًا أبعد من الخيال. إضافة إلى ذلك، نال جميع أتباع الله فائدةً ملموسة. لم يكتفِ الله بإنهاء العصر القديم فحسب، بل أنهى أيضًا أساليب عمله القديمة وطريقة عمله. لم يعد يسمح لرسله بنقل مشيئته، ولم يعد مختبئًا في السحاب، ولم يعد يظهر للبشر أو يتحدّث إليهم بصيغة الأمر من خلال الرعد. ولكن على عكس أيّ شيءٍ من قبل، ومن خلال أسلوبٍ لم يكن يتصوّره الإنسان، حيث كان من الصعب عليه فهمه أو قبوله – أي تجسُّد الله – صار الله هو ابن الإنسان الذي سيُكمِل عمل ذلك العصر. ولقد فاجأت هذه الخطوة البشر، وكانت أيضًا غير مريحةٍ لهم، لأن الله بدأ مرّةً أخرى عملاً جديدًا لم يسبق أن عمله من قبل.

– الكلمة، ج. 2. حول معرفة الله. عمل الله، وشخصيّة الله، والله ذاته (ج)

اترك رد