كل مرحلة من عمل الله في الجسد تمثل عمله للعصر كله، ولا تمثل فترة محددة مثل عمل الإنسان. ولذلك فإن نهاية عمل تجسده الأخير لا تعني أن عمله سيصل لنهاية كاملة، لأن عمله في الجسد يمثل العصر بأكمله، ولا يمثل فقط الفترة التي يقوم فيها بعمله في الجسد. إنه ينهي فحسب عمله في العصر كله أثناء الوقت الذي هو فيه في الجسد، وبعده سينتشر عمله في الأماكن كافة. بعد أن يتمم الله المتجسد خدمته، سيستأمن أولئك الذين يتبعونه على عمله المستقبلي. بهذه الطريقة، فإن عمله للعصر كله سيُنفذ بكيفية متواصلة. لا يعتبر عمل العصر كله للتجسد مكتملاً إلا حين ينتشر عبر الكون بأسره. يبدأ عمل الله المتجسد عصرًا جديدًا، وأولئك الذين يستمرون في عمله هم بشر يستخدمهم. فالعمل الذي يقوم به الإنسان كله في نطاق خدمة الله في الجسد، وهذا العمل يعجز عن الخروج عن هذا النطاق. إن لم يأتِ الله المتجسد ليقوم بعمله، لما استطاع الإنسان أن يُنهي العصر القديم، ولما استطاع أن يعلن عن عصر جديد. العمل الذي يقوم به الإنسان هو داخل نطاق واجبه الممكن، ولا يمثل عمل الله. الله المتجسد وحده بإمكانه إكمال العمل الذي يجب عليه القيام به، ولا أحد سواه يستطيع القيام بهذا العمل نيابةً عنه. بالطبع ما أتكلم عنه يتعلق بعمل التجسُّد. هذا الإله المُتجسِّد قام أولاً بتنفيذ خطوة من العمل لا تتوافق مع تصورات الإنسان، وبعدها قام بالمزيد من العمل الذي لا يتوافق مع تصورات الإنسان. هدف العمل هو إخضاع الإنسان. فمن ناحية، لا يتماشى تجسد الله مع تصورات الإنسان، بالإضافة إلى ذلك قام بالمزيد من العمل الذي لا يتوافق مع تصورات الإنسان، ولذلك يتبنى الإنسان المزيد من الآراء الانتقادية عنه. لم يقم سوى بعمل الإخضاع بين البشر الذين لديهم تصورات وافرة عنه. بغض النظر عن كيف يعاملونه، بمجرد أن يتمم خدمته، سيصبح جميع البشر خاضعين لسيادته. لا تظهر حقيقة عمله بين شعب الصين فحسب، بل تُصوّر كيف أن البشرية كلها ستُخضع. التأثيرات التي يتم تحقيقها على هؤلاء الناس هي نذير للتأثيرات التي سيتم تحقيقها على البشرية جمعاء، وستتفوق تأثيرات العمل الذي يقوم به في المستقبل على التأثيرات على هذه الناس بطريقة متزايدة. لا يتضمن عمل الله في الجسد جلبةً ضخمة ولا يكتنفه الغموض. إنه حقيقي وفعلي، وهو عمل فيه واحد زائد واحد يساوي اثنين، وليس مخفيًا عن أي شخص، ولا يخدع أي شخص. ما يراه الناس هي أمور حقيقية وأصيلة، وما يناله الإنسان هو معرفة وحق حقيقيين. حين تنتهي الكلمات، سيكون لدى الإنسان معرفة جديدة عن الله، ولن يعود لدى مَنْ يطلبون الله بحق أية تصورات عنه. هذا ليس فقط تأثير عمله على شعب الصين، بل يمثل أيضًا تأثير عمله في إخضاع البشرية كلها، لأن لا شيء أكثر فائدة لعمل إخضاع البشرية جمعاء أكثر من هذا الجسد وعمل هذا الجسد، وكل شيء في هذا الجسد. هي أمور نافعة لعمله اليوم، ولعمله في المستقبل. هذا الجسد سيُخضع البشرية جمعاء ويقتنيها. لا يوجد عمل أفضل يمكن من خلاله لكل البشرية أن ترى الله وتطيعه وتعرفه. لا يمثل العمل الذي يقوم به الإنسان إلا نطاقًا محدودًا، وحين يقوم الله بعمله فهو لا يتكلم لشخص معين، بل للبشرية جمعاء، ولكل من يقبلون كلماته. النهاية التي ينادي بها هي نهاية كافة البشر، وليست فقط نهاية شخص محدد. إنه لا يُحابي أحدًا بمعاملة خاصة، ولا يخدع أحدًا، بل يعمل من أجل البشرية كلها ويتكلم إليها. ولهذا فإن هذا الإله المتجسد قد صنَّف بالفعل البشرية كلها وفقًا للنوع، وأدان البشرية كلها، وأعد غايةً مناسبةً لكل البشرية. ومع أن الله يقوم بعمله في الصين، إلا أنه في الواقع قرر بالفعل العمل في الكون بأسره. لا يمكنه الانتظار حتى ينتشر عمله بين البشرية جمعاء قبل أن يقدم أقواله وترتيباته خطوة بخطوة. ألن يكون هذا متأخرًا جدًّا؟ الآن هو قادر على إكمال العمل المستقبلي بالتمام مقدمًا. لأن العامل هو الله في الجسد، فإنه يقوم بعمل بلا حدود داخل نطاق محدود، وبعد ذلك سيجعل الإنسان يؤدي واجبه الذي ينبغي أداؤه؛ هذا هو مبدأ عمله. لا يمكنه أن يحيا مع الإنسان إلا لمدة محددة، ولا يمكنه أن يصطحب الإنسان حتى اختتام عمل العصر الجديد بأكمله. لأنه هو الله، فإنه يتكهن بعمله المستقبلي سلفًا. بعد ذلك سيصنف كافة البشرية وفقًا للنوع بواسطة كلماته، وستدخل البشرية بأسرها إلى عمله التدريجي وفقًا لكلماته. لا أحد سيهرب، والكل سيتصرف وفقًا لهذا. لذلك، في المستقبل، كلماته هي التي سترشد العصر، وليس الروح.
– الكلمة، ج. 1. ظهور الله وعمله. أحوج ما تكون إليه البشرية الفاسدة هو خلاص الله المتجسِّد